بيروت
أكد نائب رئيس الوزراء اللبناني سعادة الشامي “أن صمت العالم المريب عما جرى في غزة ساعد إسرائيل على ارتكاب ذات المجازر في لبنان”، وذلك في حديث مع “العربية / الحدث” اليوم الأربعاء.
وأضاف: “إن الأفعال الإسرائيلية بحق النساء والأطفال في لبنان تخالف كل القوانين والتشريعات الدولية”، مشدداً على أن من واجب العالم والمجتمع الدولي كسر الصمت وإيقاف الأفعال الإسرائيلية.
وأعلن أن الحكومة والسلطات المعنية “باتت تواجه صعوبة في حصر الخسائر جراء الغارات الإسرائيلية، ولبنان يتجه إلى مصير غزة نتيجة الصمت الدولي”.
كذلك رأى الشامي أن على المجتمع الدولي الضغط لتطبيق القرار 1701 في لبنان، لافتاً إلى أن موقف الحكومة اللبنانية يؤكد على وقف الحرب.
تحت النار
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن إسرائيل لن تتوقف عن قتال “حزب الله” قبل أن تعيد بشكل آمن مواطنيها إلى منازلهم قرب الحدود اللبنانية، “وأي مفاوضات لوقف إطلاق النار ستجرى تحت النار”.
ونقل بيان صادر عن مكتب غالانت عنه قوله للقوات قرب الحدود “حزب الله في محنة كبيرة”. كما أضاف “لن نجري المفاوضات إلا تحت النار، قلت هذا في اليوم الأول، وقلته في غزة، وأقوله هنا”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن اغتيال جلال مصطفى حريري، قائد منطقة قانا في “حزب الله”، في غارة عنيفة استهدفت بلدة قانا، بعد سلسلة من الغارات العنيفة استهدفت مدينة النبطية، وأدت إلى دمار السرايا الحكومي فيها.
وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن الغارة الإسرائيلية على مبنيي بلدية النبطية واتحاد بلدياتها أدت في حصيلة نهائية إلى مقتل 16 شخصاً وإصابة 52 بجروح. وبين القتلى رئيس بلدية النبطية أحمد كحيل، وعدد من أعضاء وموظفي البلدية.
انتهاك للقانون الدولي
وبعد الغارة، قالت هينيس – بلاسخارت، المنسقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين، في بيان: “أكدت السلطات اللبنانية أن مبنى البلدية في المدينة قد تم استهدافه، مع تقارير مقلقة تفيد بأن رئيس بلدية النبطية من بين الضحايا. يأتي هذا الهجوم بعد حوادث أخرى استهدفت مدنيين وبنى تحتية مدنية في مختلف أنحاء لبنان. ويعد مقتل أحد المسعفين اليوم جزءا من هذا النمط المأساوي”.
أضافت: “إن انتهاك القانون الدولي الإنساني غير مقبول على الإطلاق إذ يجب حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية في جميع الأوقات”.
وختمت: “في ظل استمرار تصاعد حدة تبادل إطلاق النار واتساع نطاقها، فإن معاناة المدنيين بلغت مستويات غير مسبوقة. إن الحلول العسكرية لن توفر ولا يمكنها أن توفر الأمن أو السلامة لأي من الطرفين على جانبي الخط الأزرق. لقد حان الوقت لكي توقف كافة الأطراف إطلاق النار على نحو فوري لإتاحة المجال أمام الحلول الديبلوماسية القادرة على تلبية احتياجات المواطنين وتعزيز الاستقرار الإقليمي”.
من جانب آخر، دعت منظمة الصحة العالمية اليوم الأربعاء إلى “وقف الهجمات” على المرافق الصحية في لبنان، مؤكدة أن العديد منها أرغمت على الإغلاق في ظل تكثيف إسرائيل غاراتها الجوية منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.
وأوردت المنظمة في بيان: “تدعو منظمة الصحة العالمية إلى وقف الهجمات على مرافق الرعاية الصحية”، مضيفة أن “القصف المكثف وانعدام الأمن أرغم عددا متزايدا “من المرافق الصحية على الإغلاق، لا سيما في الجنوب”.
قلق سعودي – مصري
وفي سياق الموقف العربي من الذي يجري في لبنان، صدر بيان مشترك في ختام زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لجمهورية مصر العربية، أعرب فيه الجانبان، السعودي والمصري، عن بالغ قلقهما من التصعيد الإسرائيلي في لبنان.
وأكدا حرصهما على أمن واستقرار ووحدة الأراضي اللبنانية، والمحافظة على سيادة لبنان وسلامته الإقليمية، وعبرا عن تضامنهما الكامل مع الشعب اللبناني في الأزمة الراهنة، وشددا على أهمية تمكين الدولة اللبنانية بجميع مؤسساتها من القيام بواجباتها وبسط سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، وأهمية دور الجيش اللبناني في حفظ أمن لبنان واستقراره.
كما جدد الجانبان التأكيد على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن الدولي، بمسؤولياته والعمل على وقف فوري ودائم لإطلاق النار في لبنان، وعدم اتساع نطاق الصراع القائم في المنطقة، مشددين على أهمية التطبيق الكامل لاتفاق الطائف والقرارات الدولية ذات الصلة.