بيروت
كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة والأمومة (اليونيسف) اليوم الثلاثاء، أن أكثر من 400 ألف طفل نزحوا في لبنان منذ بدء التصعيد الإسرائيلي الشهر الماضي.
وقال تيد شيبان، نائب المدير التنفيذي للعمل الإنساني في منظمة “اليونيسف”: “ما أصابني بالصدمة هو أن هذه الحرب عمرها ثلاثة أسابيع، لكنها أثرت على عدد كبير للغاية من الأطفال”.
وأضاف شيبان، الذي زار أمس الإثنين عدة مدارس في لبنان تحولت إلى ملاجئ لاستضافة الأسر النازحة: “بينما نجلس هنا اليوم، هناك نصف مليون طفل محرومون من التعليم، فمدارسهم العامة إما يتعذر الوصول إليها، أو تضررت بسبب الحرب أو يتم استخدامها كملاجئ”، وفق ما نقلت وكالة (أسوشيتد برس).
وأدرف: “آخر شي يحتاجه هذا البلد، إضافةً إلى كل ما مر به من أزمات متلاحقة، هو خطر ضياع جيل كامل”.
وبالتزامن، قال بيان مشترك صادر عن برنامج الأغذية العالمي و”اليونيسف”، إن “الاحتياجات الإنسانية في لبنان آخذة في الازدياد على وقع القصف الإسرائيلي”.
لجنة دولية: النازحون من لبنان يواجهون أوضاعاً كارثية شمالي سوريا
ودعا البيان إلى “ضرورة حشد الجهود من أجل توفير تمويل إضافي للمساعدات الإغاثية للبنانيين”، مشدداً على “ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري كضرورة ملحة”.
يأتي ذلك، في وقت أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين اليوم الثلاثاء، عن أن 25% من مناطق لبنان تخضع لأوامر إخلاء عسكرية إسرائيلية مباشرة.
وفي السياق، دعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفخاي أدرعي اليوم الثلاثاء، اللبنانيين الذين غادروا منازلهم في الجنوب إلى عدم العودة إليها، أو إلى حقول الزيتون.
وقال أدرعي في بيان على منصة “إكس”: “ندعو المدنيين الذين غادروا مناطقهم بالجنوب لعدم العودة إليها، حقول الزيتون مناطق خطيرة لا تقتربوا منها”، مضيفاً أن “حزب الله يستخدم سيارات الإسعاف لنقل عناصر وأسلحة، سنتخذ الإجراءات اللازمة ضد أي مركبة تنقل أسلحة بغض النظر عن نوعها”.
وكانت وزارة الصحة اللبنانية، قد أعلنت في 11 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، عن مقتل 2250 شخصاً وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين جراء القصف الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر الماضي.
وقال وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال، منسق لجنة الطوارئ الحكومية ناصر ياسين في بيان، إنه “تم تسجيل 186400 نازحاً في مراكز الإيواء، في حين تم فتح 1023 مركزاً لاستقبال النازحين”.
وأشار، إلى أنه “من تاريخ 23 أيلول/ سبتمبر ولغاية 10 تشرين الأول/ أكتوبر، سجل الأمن العام عبور 314481 مواطناً سورياً و 111800 مواطن لبناني إلى الأراضي السورية.
يذكر أن إسرائيل كانت قد بدأت منذ 23 سبتمبر، حملة قصف جوي عنيفة على عدة مناطق لبنانية بينها العاصمة بيروت، وقالت إنها تستهدف مواقع وعناصر لـ”حزب الله”، وذلك بعد تفجيرها في 17 و 18 من سبتمبر أجهزة اتصال “بيجر” وأجهزة لاسلكي يستخدمها عناصر الحزب ما أسفر عن مقتل العشرات منهم وإصابة أكثر من 3000 آخرين.
وعلى وقع الهجمات الإسرائيلية المتواصلة، وإعلان تل أبيب مطلع الشهر الجاري، بدء عملية عسكرية برية “محدودة” في جنوب لبنان، تتزايد الدعوات المطالبة بوقف إطلاق النار ومنع تحول الحرب إلى إقليمية شاملة، بموازاة التحذيرات من تفاقم المعاناة الإنسانية لمئات آلاف اللبنانيين والسوريين جراء التصعيد العسكري.