جنيف
قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي اليوم الاثنين، إنّ الوضع في سوريا مع تصاعد حركة اللجوء من لبنان يتطلب اتخاذ إجراءات أكثر حزماً وتنظيماً على مستويين رئيسيين، يشملان ضمان سلامة العائدين ودعم العودة والاستقرار عبر مشاريع التعافي المبكر.
وبيّن غراندي أنّ الأولوية القصوى في المرحلة الحالية هي ضمان سلامة وأمن اللاجئين السوريين الذين يختارون العودة إلى بلادهم، مشيراً إلى أن هذا يتطلب من المجتمع الدولي بالتنسيق مع الحكومة السورية، توفير الضمانات الضرورية لسلامة العائدين.
وفي كلمة ألقاها خلال الاجتماع السنوي للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين الذي عقد في جنيف، أكد غراندي أنّ المفوضية ستستمر في العمل مع الحكومة السورية لضمان تنفيذ هذه الضمانات بشكل فعال وشفاف.
وأشار إلى أنّ المفوضية ستواصل متابعة ورصد عمليات العودة سواء في نقاط العبور الحدودية أو في المناطق التي يستقر فيها العائدون، مشيراً إلى أنّ التعاون مع الحكومة السورية هو جزء من جهود المفوضية لضمان عمليات العودة بشكل طوعي وآمن.
وأضاف غراندي: “ناقشت هذه المسألة في دمشق، وأنا على ثقة من أن التزامات الحكومة المعلنة بالفعالية والشفافية وحقوق الوافدين الجدد سوف يتم الوفاء بها كما يحدث حالياً على الحدود”.
وتابع: “هناك مسار آخر يتطلب اهتماماً عاجلاً، وهو الاستجابة للاحتياجات الهائلة التي تواجهها سوريا كبلد هش بعد سنوات من الحرب والدمار”.
وأعرب المفوض الأممي عن أمله في مواصلة المانحين الدوليين دعم جهود استقرار سوريا، ليس فقط من خلال تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، بل أيضاً عبر الاستثمار في مشاريع التعافي المبكر.
وكان غراندي قد عقد في 8 تشرين الأول/أكتوبر الحالي، لقاءً مع الرئيس السوري بشار الأسد، تناول أوضاع النازحين اللبنانيين واللاجئين السوريين العائدين من لبنان جراء التصعيد الإسرائيلي.
وعقد حينها جلسة مباحثات مع وزير الخارجية والمغتربين السوري بسام صباغ، في مقر الخارجية بدمشق، حيث جرى بحث أوجه التعاون بين الحكومة والمفوضية الأممية وسبل تعزيزها، وتجهيز مراكز إيواء للنازحين من لبنان، وتوسيع مشاريع التعافي المبكر.
وكان المفوض الأممي قد قال خلال مؤتمر صحفي في بيروت سابقا، إنّ “الوقت الحالي يمثل فرصة للحكومة السورية لإظهار احترام سلامة العائدين، وقدرتهم على العودة إلى ديارهم أو أي مكان يريدون الذهاب إليه”، مضيفاً “التصعيد الإسرائيلي في لبنان، أدى لعبور نحو 220 ألف شخص للحدود مع سوريا، 70% منهم سوريون”.