جنيف
أصدرت 40 دولة لديها عناصر في قوات حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك الهند وإيطاليا وإندونيسيا، بيانا مشتركا اليوم الأحد، أدانت فيه استهداف القوات الإسرائيلية عناصر القوة الأممية جنوبي لبنان.
وبحسب بيان مشترك نشرته البعثة البولندية لدى الأمم المتحدة اليوم الأحد، عبر منصة “إكس”، فإن هذه الدول تدين بشدة الهجمات الأخيرة على قوات حفظ السلام.
واعتبر البيان، أنّ مثل هذه الأعمال “يجب توقفها فورا والتحقيق فيها بشكل مناسب”، دعياً أطراف النزاع إلى احترام وجود القوات الأممية، ما يستدعي “الالتزام بضمان سلامة وأمن أفرادها في جميع الأوقات”.
وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق اليوم، الأمم المتحدة لإجلاء قوات حفظ السلام من مناطق القتال في لبنان.
وأشار نتنياهو، إلى أنّ الجيش الإسرائيلي قد طلب من الأمم المتحدة إجلاء الجنود مرارا، مضيفا “وجودهم في المنطقة يجعلهم رهائن لدى حزب الله”.
وتتكرر إسرائيل استهدافها لعناصر الـ “يونيفيل”، وكان أحدثها أمس السبت 12، إذ أعلنت القوات إصابة جندي في المقر العام لها في الناقورة بـ “إطلاق نار بسبب نشاط عسكري مستمر في الجوار”.
كما تضررت المباني في موقع الأمم المتحدة بمنطقة رامية، بسبب الانفجارات الناجمة عن القصف القريب، في 11 تشرين الأول/أكتوبر الحالي.
وكان المتحدث باسم قوات حفظ السلام في الناقورة جنوبي لبنان أندريا تيننتي، أوضح أول أمس الجمعة، أنّ القوات الإسرائيلية وضعت أقدامها في جنوبي لبنان في 1 تشرين الأول/أكتوبر الحالي، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس).
وأضاف تيننتي، أنّ القوات الإسرائيلية اقتربت من مارون الراس جنوب شرقي البلاد، حيث يتمركز الفريق الإيرلندي التابع لـ”يونيفيل”، ولكن هذا الفريق رفض مغادرة مواقعه.
وفي السياق، قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أمس الجمعة، إنّ حرب إسرائيل الكلامية على الأمم المتحدة تصاعدت من جديد عقب إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على ثلاثة مواقع في لبنان يديرها جنود من قوات حفظ السلام التابعة للمنظمة الأممية.
وأوضحت الصحيفة، أنّ إسرائيل تنخرط في صراعات على جبهات عديدة؛ مع حركة “حماس” في غزة، و”حزب الله” في لبنان، ومجموعة جديدة من المسلحين الفلسطينيين في الضفة الغربية، والحوثيين في اليمن، ومليشيات في سوريا والعراق، ومع إيران نفسها، “مضيفةً الأمم المتحدة إلى هذا المزيج”.
ومنذ سبعينيات القرن العشرين، تعمل قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل” على طول الخط الأزرق الذي يفصل بين لبنان وإسرائيل، وآنذاك تم توسيع ولاية البعثة وتجديدها على مر الأعوام من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
ومن جهته قال بابا الفاتيكان فرانسيس الثاني: “أطلب احترام قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة”، مطالباً بوقفٍ فوري لإطلاق النار على كافة الجبهات لإفساح المجال للدبلوماسية والحوار.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد قال للصحفيين خلال قمة في لاوس في 11 تشرين الأول/أكتوبر: “أدين إطلاق النار على موقع تابع للأمم المتحدة، ما أدى إلى إصابة اثنين من قوات حفظ السلام، الأمر الذي يعدّ انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي”.
كما أعربت الخارجية الروسية حينها، عن “غضبها” بعد إصابة فردين من القوة الأممية في لبنان إثر إطلاق نار من دبابة إسرائيلية، وطالبت الوزارة في بيان “بأن تمتنع إسرائيل عن أي أعمال عدائية ضد جنود حفظ السلام باليونيفيل الذين ينفذون مهامهم في لبنان وفقاً للتفويض الحالي من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.