بيروت
وصل رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف اليوم السبت، إلى العاصمة اللبنانية بيروت، في زيارة يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين اللبنانيين، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.
وقال قاليباف لدى وصوله مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت: “أتيت بدعوة من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وأحمل رسالة دعم من قائد الثورة الإسلامية ورئيس الجمهورية للشعب اللبناني والمقاومة”.
وذكرت الوكالة اللبنانية، أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، استقبل قاليباف في السرايا الحكومية، وأكد له أن “أولوية الحكومة في هذه المرحلة هي العمل على وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، والحفاظ على أمن البلاد وسلامة أبنائها”.
وشدد على “التزام لبنان بتطبيق القرار الدولي رقم 1701، وتعزيز وجود الجيش في الجنوب، وإجراء الاتصالات مع دول القرار والأمم المتحدة للضغط على إسرائيل لتنفيذ القرار كاملاً”.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قد أجرى في 4 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري زيارةً إلى بيروت، أكد خلالها “وقوف إيران بكامل ثقلها إلى جانب “حزب الله”، قبل أن يتوجه في اليوم التالي، إلى العاصمة السورية دمشق، التي أطلق منها تهديدات لإسرائيل بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد، وقال: “ردنا على أي عدوان إسرائيلي سيكون أقوى وأشد ويمكنهم اختبار إرادتنا”.
وقال وجدان عبد الرحمن، وهو محلل سياسي ومختص بالشأن الإيراني لموقع “963+”، إنه “بعد فقدان قائد “فيلق القدس بالحرس الثوري” قاسم سليماني ولاحقاً إسماعيل قاآني “الذي من الممكن أنه قُتل في لبنان، حاولت إيران إرسال شروطها إلى لبنان خاصة بعد ملامح اتفاق لبناني-لبناني، “وهو ما لا ترضى عنه طهران، وجازفت بإرسال وزير خارجيتها إلى لبنان وسوريا”.
وبشأن زيارته إلى سوريا، أشار المحلل السياسي، إلى أن “الحكومة السورية نأت بنفسها عن محور المقاومة، رغم الهيمنة الإيرانية على السلطة في دمشق، وحشودها في الأراضي السورية، واكتفت بالتصريحات الكلامية رداً على أي هجوم إسرائيلي على الأراضي السورية، وبات الأسد أكثر حرصاً على عدم مواجهة إسرائيل بعد الحرب، لأن دمشق تعرف قدراتها العسكرية مقارنة بقدرات تل أبيب”.
ولفت المحلل الإيراني، إلى أن الأسد منذ هجوم السابع من أكتوبر، “اختار النأي بالنفس لأن دمشق كانت على علم بأنها ستتلقى ضربات موجعة وتحمّلت ذلك، خاصة أن معظمها كانت تستهدف مصالح إيران، التي لا ترغب دمشق بوجودها لكنها مجبرة”، مشدداً على أن دمشق تعرف قدراتها بمواجهة إسرائيل ولا تريد خسارة أرضٍ أخرى بعد الجولان.
خلال زيارته إلى لبنان.. عراقجي يؤكد وقوف إيران مع “حزب الله” بكامل ثقلها
لكن رغم ذلك، فإن “إيران تعتبر محور المقاومة الذي تقوده وتعتبر دمشق أحد أعضائه، أذرعاً لها رفقة “حزب الله”، وهي لن تتخلى عنه، إلا أن شللاً قد أصابها بدعمه بسبب الاستهداف الموجع للقياديين”، وفقاً لعبد الرحمن.
وتحاول إيران بحسب المحلل الإيراني، جر الحكومة السورية إلى خط المواجهة مع إسرائيل، لإشغالها وإبعاد طهران من النيران الإسرائيلية، “لكن نظام بشار الأسد مدرك لهذه اللعبة، إلا أن دمشق ستبقي نفسها بعيدة عن المحاولات الإيرانية لإقحامها في حرب ضد إسرائيل، لاسيما أن طهران أشعلت الحرب بغزة وخسرتها وتتجه لخسارة في لبنان واليمن، وبقي لديها العراق وسوريا اللذان يحاولان النأي بالنفس.
وفي السياق، أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام اليوم السبت، أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، تلقى اتصالاً من المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين، تم خلاله البحث في سبل التوصل لوقف إطلاق النار في لبنان ووقف المواجهات العسكرية في الجنوب، والعودة للبحث في حل سياسي متكامل ينطلق من تطبيق القرار 1701.
كما تلقى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بحثا خلاله التطورات الأخيرة في لبنان، وسبل وقف إطلاق النار والتصعيد الإسرائيلي الكبير، وفق ما ذكرت الوكالة.
وكان المبعوث الأميركي، قد قال أمس الجمعة خلال مقابلة مع قناة محلية لبنانية، إن “واشنطن تريد للنزاع أن ينتهي، نعمل من دون توقف لتحقيق ذلك”، مشدداً على “رفض الولايات المتحدة للقصف الإسرائيلي الذي طال قوات “اليونيفيل” بجنوب لبنان”.
ومنذ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، تشن إسرائيل حملة قصف عنيفة على أهداف لـ”حزب الله” طالت عدة مناطق في لبنان، أسفرت عن مقتل عدد من قادة الحزب أبرزهم أمينه العام حسن نصر الله في 27 أيلول، قبل أن يعلن الجيش الإسرائيلي مطلع الشهر الجاري، عن بدء عملية عسكرية برية “محدودة” في جنوب لبنان.