دمشق
شهدت المعابر الحدودية والطرقات التي يسلكها النازحون من لبنان باتجاه الأراضي السورية، ضربات إسرائيلية متكررة بحجة منع “حزب الله من نقل السلاح”.
وشنت الطائرات الإسرائيلية غارات مكثفة على معابر تربط بين البلدين في ريفي محافظتي حمص ودمشق، ما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بالمعابر وتعطيل بعضها بشكل مؤقت.
وتترافق هذه الضربات، بتحليق مكثف للمسيّرات الإسرائيلية على طول الحدود السورية – اللبنانية، بهدف مراقبة تحركات “حزب الله” وقطع طرق إمداده ومنعه من نقل السلاح بين البلدين.
وأدت الضربات الإسرائيلية المتكررة على المنافذ الحدودية، إلى تراجع ملحوظ في أعداد المدنيين القادمين من لبنان إلى سوريا، سواء من السوريين أو اللبنانيين، بما فيهم الذين نزحوا من الجنوب الذي يعتبر معقل الحزب المدعوم من إيران.
وأسهمت الغارات والمراقبة الدائمة للشريط الحدودي، في تفاقم أزمة إنسانية كبيرة، حيث تعرقل حركة العبور وتمنع العديد من المدنيين من الوصول إلى بر الأمان داخل الأراضي السورية.
اكتظاظٌ في الدّاخل
كما تشهد المناطق البعيدة عن القصف الإسرائيلي داخل لبنان اكتظاظاً سكانياً بسبب تدفق العدد الأكبر من النازحين من الجنوب، حيث يواجه الكثيرون صعوبات في العثور على مأوى بسبب نقص المساكن وارتفاع أسعار إيجارات المنازل، مما دفع بالكثير من العائلات للبحث عن ملاذ آمن في سوريا، رغم المخاطر التي تواجههم خلال رحلة العبور.
وأمّا العائلات التي لم تتمكن من الدخول إلى سوريا وجدت نفسها في وضع أشبه بالحصار داخل لبنان، حيث تنتشر في الحدائق والطرقات بحثاً عن مأوى مؤقت.
واستهدفت إسرائيل عبر طائراتها الحربية والمسيّرة خلال الفترة الماضية العديد من المعابر، وطرقات ومناطق حدودية بين البلدين مثل معبر القصر قرب مدينة القصير بريف حمص، ومحيط معبرٍ “غير شرعي”، وطريق بالقرب من بلدة حوش السيد علي في منطقة ريف القصير، ومعبر المصنع – جديدة يابوس الذي يعد من أهم المعابر بين البلدين ودخل من خلاله عشرات آلاف النازحين.
“هيومن رايتس ووتش” تحذّر من قصف المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان
تحذيرات
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قد حذّرت في 7 تشرين الأول /أكتوبر الحالي، من تفاقم أزمة النزوح إثر الضربات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان.
وقالت المنظمة الحقوقية حينها، إنّ “الهجمات التي تستهدف البنية التحتية المدنية، مثل الطرق والمعابر الحدودية، يجب أن تخضع لمبدأ التناسب حتى إذا تحولت لأهداف عسكرية”.
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد شن غارة في 4 تشرين الأول/أكتوبر الحالي، على منطقة “المصنع” شرقي لبنان، عند المعبر الحدودي مع سوريا، ما تسبب في قطع الطريق الدولي وتوقف عمل المعبر.
وثبّطت الغارة الإسرائيلية التي استهدفت معبر المصنع الحدودي حركة تدفق النازحين نحو سوريا، بينما اضطروا إلى العبور سيراً على الأقدام من فوق الردم الذي خلّفته الغارة.
وقُبيل استهداف معبر “المصنع”، كان الجيش الإسرائيلي قد قال على لسان متحدثه أفيخاي أدرعي، إنّ “حزب الله” ينقل أسلحة إلى لبنان من سوريا عبر معبر “المصنع” الحدودي.
وكان الجيش الإسرائيلي قد ضرب جسرا عند معبر مطربا الحدودي بين لبنان وسوريا، في 26 من أيلول/سبتمبر الماضي، قائلاً إنّ “حزب الله” كان يستخدمه لنقل الأسلحة.
ومع استمرار التصعيد الإسرائيلي على لبنان، يتدفق النازحون نحو سوريا، حيث دخل إلى أراضيها، إذ أظهرت سجلات العبور الرسمية على معبر “المصنع” أنّ عدد العابرين من لبنان إلى سوريا حتى 10 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، تجاوز 196 ألف نازح سوري وحوالي 65 ألف لبناني.
وكانت وحدة إدارة مخاطر الكوارث اللبنانية قد أعلنت قبل أيام، أنّ أكثر من 400 ألف شخص عبروا من لبنان إلى سوريا، من 23 أيلول/سبتمبر الماضي عندما كثفت إسرائيل غاراتها على البلاد وحتى 5 تشرين الأول/أكتوبر.
وشملت هذه الحصيلة 300 ألف و774 سوريا و102 ألف و283 لبنانيا، وفقاً لوحدة إدارة مخاطر الكوارث.