بيروت
قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إن “حزب الله” عيّن قيادة عسكرية جديدة بعد 72 ساعة من اغتيال أمينه العام حسن نصر الله، تتولى توجيه عناصر الحزب في إطلاق الصواريخ والقتال في جنوب لبنان.
ونسبت الصحيفة إلى تقارير استخبارية تأكيدها أن قيادة “حزب الله” شهدت اضطرابات في الأيام الأولى بعد اغتيال أمينه العام، لكن القيادة الجديدة تمكنت، رغم هجمات الجيش الإسرائيلي، من إطلاق الصواريخ والقتال، “فعناصر التنظيم ينفذون الأوامر وفق الإمكانيات الموجودة في الجبهة”، بحسب الصحيفة، واصفة القيادة الجديدة في الحزب بأنها “دائرة ضيقة” على اتصال مباشر بالميدان، وتعمل في سرية تامة، علماً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد القضاء على خليفة نصرالله، أي هاشم صفي الدين، وخليفة صفي الدين أيضاً.
تصعيد تدريجي
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن شبكة الاتصالات السلكية الداخلية لـ”حزب الله” فعالة، بعدما نجت من محاولات تدميرها في إطار هجمات منسوبة إلى إسرائيل على أجهزة النداء (بيجرز) واللاسلكي الخاصة بالحزب.
وتسأل الصحيفة: “منذ بدأت إسرائيل تصعيد هجماتها في لبنان، وحتى قتلت نصر الله، لماذا لا يستخدم الحزب صواريخ قوية أو دقيقة؟”. وكان الجواب من مصادر الصحيفة: “إن حزب الله اختار عدم استخدامها للاحتفاظ باحتياطي كبير في حالة نشوب حرب طويلة”.
ويقول موقع “والاه” الإسرائيلي في هذا الصدد إن “حزب الله” دخل في حرب استنزاف مدروسة ضد إسرائيل، وهو يخبئ صواريخه الثقيلة لاستخدامها بكثافة، حين ترد إسرائيل على القصف الإيراني، خصوصاً أن إيران أنذرت الدول التي تتدخل في الصراع القائم، وهي تتحسّب لغارات إسرائيلية تستهدف بنى تحتية حساسة.
وترى وكالة “بلومبيرغ” أن استهداف إسرائيل أصولاً عسكرية التابعة للحرس الثوري الإيراني “سيكون مجدياً أكثر من ضرب البرنامج النووي الإيراني أو البنية التحتية الحيوية للطاقة، علماً أن دور الحرس الثوري هو دعم “حزب الله” و “حماس” والحوثيين، والفصائل العراقية المسلحة”.
إحباط شعبي
وتحدثت الوكالة عن إحباط شعبي إيراني من أنشطة الحرس الثوري، يضاف إلى إحباط سابق بسبب العقوبات الغربية والتضخم والتراجع الاقتصادي، “فمن شأن مهاجمة المواقع النووية أو مواقع الطاقة أن يفاقم التوتر، ويثير في أعماق الشعب الإيراني مشاعر الانتقام، ويضع المرشد الأعلى علي خامنئي في موقف حرج، ويدفعه إلى الرد على الهجوم بهجوم أقوى”، مسلطاً الضوء على أهمية تجنب إسرائيل المناطق المدنية في ضربتها المضادة لمنع حشد الإيرانيين خلف خامنئي.
في المقابل، استهداف أصول عسكرية للحرس الثوري الإيراني من خلال ضربة تكتيكية “من شأنه أن يقلل من التهديدات لإسرائيل ويعزز أمنها، ويبعث برسالة قوية إلى طهران”، بحسب موقع “أكسيوس” الأميركي الذي نسب إلى مسؤول إسرائيلي كبير قوله: “سترد إسرائيل على هجوم إيران، لكنها لن تفعل ذلك بطريقة تؤدي إلى اندلاع حرب شاملة معها”.
وقال موقع “واي نت” الإخباري الإسرائيلي إن مجلس الحرب الإسرائيلي ناقش موضوع توجيه ضربة إلى إيران لأربع ساعات تقريباً، لكنه امتنع عن اتخاذ قرارات فورية، متسائلاً: “هل يرفع ’حزب الله‘ اللبناني وتيرة قصفه لشمال إسرائيل ووسطها، ضمن ردّ إيراني مدروس؟”.