بروكسل
كشفت دراسة جديدة، أن الحرمان من النوم ليلاً والمزاج السيئ قد يؤثر على الدماغ لمدة تصل إلى أسبوعين، وفق ما نقلت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
ووجدت الدارسة التي أجراها باحثون من جامعتي ألتو و أولو في فنلندا، أن أدمغة الأشخاص، لا تستجيب للحياة اليومية في نوبات فورية ومنعزلة، بل تتطور بدلاً من ذلك في استجابة لأسلوب حياتنا بمرور الوقت، وهذا يشير إلى أن النوم المضطرب ليلاً خلال الأسبوع الماضي، يمكن أن يؤثر على انتباه الشخص وإدراكه وذاكرته للأسبوع التالي.
وخلال الدراسة، تتبع الباحثون دماغ شخص وسلوكه لمدة 5 أشهر، باستخدام عمليات المسح والبيانات من الأجهزة القابلة للارتداء والهواتف الذكية، ووجدوا أن “أشياء مثل التركيز تأثرت بقلة النوم، لكن ذلك استمر لأقل من أسبوع، ومع ذلك يمكن أن تتأثر المناطق المرتبطة بالانتباه لمدة تصل إلى 15 يوماً”.
وبحسب فريق البحث الذي أجرى الدراسة، فإنه “حتى التحولات الدقيقة للغاية في الحالة المزاجية ومعدل ضربات القلب تترك بصمات تدوم لمدة تصل إلى 15 يوماً”.
وقال الفريق: “كل يوم، نستيقظ كأشخاص مختلفين قليلاً، حيث تتأثر حالاتنا العقلية بالعديد من العوامل الخارجية، وتؤثر جودة النوم ومستوى النشاط البدني وطبيعة تفاعلاتنا الاجتماعية على حالة أدمغتنا في فترات زمنية مختلفة”.
وأضافوا: “تتراوح هذه الفترات الزمنية من ميلي ثانية إلى ثوان ودقائق وأيام، وتشير نتائجنا إلى أن العوامل السلوكية والفزيولوجية ونمط الحياة ترتبط باتصال الدماغ عبر فترات زمنية مختلفة، سواء في الأمد القريب، أقل من سبعة أيام، أو على المدى الأطول، حتى أسبوعين”.
وأشاروا، إلى أنه “لا ينبغي لنا دراسة الاتصال الدماغي بمعزل عن ديناميكيات البيئة، والتغيرات في نمط الحياة، والتقلبات قصيرة الأمد مثل الأمراض العابرة أو النوم المضطرب، وتعكس هذه النتائج علاقة مطولة ومستدامة بين العوامل الخارجية والعمليات العصبية”.
وقالت قائدة البحث الدكتورة آنا تريانا: “يتشكل سلوكنا وحالاتنا العقلية باستمرار من خلال بيئتنا وتجاربنا، ومع ذلك، فإننا لا نعرف سوى القليل عن استجابة الاتصال الوظيفي للدماغ للتغيرات البيئية والفزيولوجية والسلوكية على فترات زمنية مختلفة، من أيام إلى أشهر”.
ولفتت الدراسة، إلى أن “التمرين الرياضي كان له تأثير إيجابي دائم على طريقة تفاعل مناطق الدماغ، ما يعني أنه يمكن أن يعزز الذاكرة والإدراك لمدة تصل إلى أسبوعين.