دمشق
قال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، إن “الوضع الإنساني للنازحين من لبنان إلى سوريا صعب”.
وأضاف غراندي خلال مقابلة مع صحيفة “الوطن” المقربة من الحكومة السورية بدمشق أمس الثلاثاء: “آمل أن يكون هناك تجاوب دولي فيما يخص النداء الإنساني الذي أطلقته الأمم المتحدة للاستجابة لاحتياجات النازحين من لبنان”.
وذكر المفوض الأممي، أن “مفوضية اللاجئين تستجيب لحالة الطوارئ في لبنان” وقال، إن “هناك الكثير من النزوح داخل لبنان، لذا نحن نطلب تمويلاً لكل من لبنان وسوريا”.
وأشار إلى أن “الكثير من النازحين اللبنانيين والسوريين تستضيفهم أسر في سوريا، والجميع بحاجة إلى مساعدات إنسانية”، مشيراً إلى أنه “ناقش مع المسؤولين بالحكومة السورية الحاجة إلى توفير الموارد اللازمة لدعم الاستجابة الإنسانية”.
وكان المفوض الأممي، قد عقد أمس الثلاثاء، لقاءً مع الرئيس السوري بشار الأسد، تناول أوضاع النازحين اللبنانيين واللاجئين السوريين العائدين من لبنان جراء التصعيد العسكري، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
كما عقد جلسة مباحثات مع وزير الخارجية والمغتربين السوري بسام صباغ، في مقر وزارة الخارجية بدمشق، حيث “جرى بحث أوجه التعاون بين سوريا والمفوضية الأممية وسبل تعزيزها، وتجهيز مراكز إيواء للنازحين من لبنان، وتوسيع مشاريع التعافي المبكر”، بحسب “سانا”.
يسكنون منازل متضررة.. دخول عشرات العوائل اللبنانية إلى حمص وسط سوريا
وشدد غراندي، على “ضرورة مساعدة النازحين ليس فقط عند وصولهم، بل في الأيام والأسابيع التي تلي ذلك”، لافتاً إلى أن الأسر المستضيفة في سوريا تحتاج أيضاً إلى الدعم.
وكان المفوض الأممي قد قال خلال مؤتمر صحفي في بيروت يوم الإثنين الماضي، إن “الوقت الحالي يمثل فرصة للحكومة السورية لإظهار احترام سلامة العائدين، وقدرتهم على العودة إلى ديارهم أو أي مكان يريدون الذهاب إليه”.
وأضاف، أن “التصعيد الإسرائيلي في لبنان، أدى لعبور نحو 220 ألف شخص للحدود مع سوريا، مبيناً أن 70% من الفارين هم سوريون”.
وجاءت تصريحات غراندي، بالتزامن مع تحذيرات لنجاة رشدي نائبة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، أعربت فيها عن مخاوفها بشأن سلامة السوريين العائدين من لبنان.
وقالت رشدي في بيان عقب اجتماع طارئ لمجموعة العمل المعنية بالشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في جنيف، إن “مئات الآلاف من النساء والأطفال والرجال يفرون طلباً للنجاة ويعبرون من لبنان إلى سوريا سيراً على الأقدام وسط خوف وألم شديدين”.
وأضافت: “من بين هؤلاء النازحين سوريون فروا سابقاً إلى لبنان بحثاً عن ملجأ من الحرب، والآن يجدون أنفسهم مرة أخرى في حالة من الرعب والعوز، مجبرين على استرجاع كابوس النزوح”، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس).