بيروت
قال مصدر مقرّب من “حزب الله” لوكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس) اليوم الجمعة إن الأمين العام الراحل للحزب حسن نصرالله، الذي قتل بغارات إسرائيلية قبل أسبوع، “دُفن موقتاً كوديعة، بسبب صعوبة تشييعه شعبياً، نتيجة التهديدات الإسرائيلية المستمرة، والغارات التي لا تتوقف على الضاحية الجنوبية لبيروت وعلى الجنوب اللبنانية”.
وأضاف المصدر، رافضاً الكشف عن هويته: “دُفن نصرالله موقتاً كـ’وديعة‘ في مكان سرّي، بانتظار توافر الظروف الملائمة لتشييعه جماهيرياً، خشية من تهديدات اسرائيلية باستهداف المشيعين ومكان دفنه”.
رأيان متعارضان
قال الكاتب السياسي اللبناني إبراهيم بيرم في صحيفة “النهار” اللبنانية “إن ثمة رأيين يعتملان داخل القيادة، أولهما ينادي بنقل الجثمان إلى مقبرة السلام في النجف ليوارى إلى جوار الإمام علي، أو إلى كربلاء ليدفن قرب ضريح الإمام الحسين”.
وأضاف بيرم في مقالة له بعنوان ” لهذه الأسباب تأخّر ’حزب الله‘ في تشييع نصرالله وإعلان خليفته”: “ينطلق أصحاب هذا الرأي من خلفيتين: الأولى أن السيد نصرالله أوصى بأن يكون مثواه الأخير في العراق، والوصية عند الشيعة مقدسة وواجبة التنفيذ مهما كلف الأمر؛ والثانية أن الظروف الحالية المعروفة الناجمة عن استمرار الغارات الإسرائيلية على الضاحية والجنوب تجعل من الصعوبة بمكان ضمان تشييع لائق للجثمان، علماً أنه لا يمكن في أي حال إقامة جنازة متواضعة لرجل بمكانة نصر الله، وليس متاحا في المقابل تنظيم تشييع حاشد له”.
ويجوز لدى الطائفة الشيعية عند وفاة شخص، في حال تركه وصية بدفنه في مكان محدد لا يمكن الوصول إليه بسبب عائق أو حرب، أن يُصار إلى دفنه في صندوق خشبي موقتاً تحت التراب بصفة “وديعة” بعد الصلاة عليه، على أن ينقل لاحقاً إلى المكان المذكور في الوصية، وفق ما أوضح رجل دين شيعي لـ”فرانس برس”.
مسوغات فقهية
وهذا ما أكده بيرم قائلاً إن عند “حزب الله” مسوّغات فقهية “تبيح له أن يوفر للميت تشييعاً نهائياً عاجلاً، أو يؤمن دفناً موقتا على هيئة وديعة يمكن استعادتها لنقلها إلى المقام الأخير”.
وبحسب ما قال مسؤول لبناني لـ”فرانس برس”، حاول “حزب الله” توسيط قادة لبنانيين للحصول على ضمانات أميركية لتشييع أمينه العام، لكنه فشل في ذلك.
وعلى الرغم من تأكيد نبأ الدفن المؤقت من مصادر عدة، نفى مصدر في “حزب الله” في تصريح لصحيفة “الشرق الأوسط” ما تم تداوله في هذه المسألة، مؤكداً أن أي قرار بخصوص موعد التشييع ومكانه “لم يُتّخذ بعد”.