ثمة سجون عربية وعالم ثالثية لا تصلح اسطبلات أو أقناناً للدواجن، بينما يُسجن في زنزاناتها رجال مجرمون يقضون عقوباتهم ومعتقلون سياسيين يدفعون ثمنًا لآرائهم. في المقلب الآخر من العالم سجون تحولت إلى وجهات ثقافية وسياحية.
صارت فنادق ومدارس
صار سجن “سينترو كلتشرال أنتيغوا” الإسباني مركزًا ثقافيًا بجدران شفافة ومساحات مفتوحة، بعدما كان سجنًا ريفيًا شديد الحراسة في الماضي. وكانت مدرسة اللوفر للموسيقى في نورماندي بفرنسا سجنًا عقيمًا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، أُعيد افتتاحه مدرسة موسيقية في عام 1990، وتجديده في عام 2012 مع إضافة قاعة احتفالات ومكتبة موسيقية إليه.
اقرأ أيضاً: مسرحية “كل عار وأنتم بخير”.. كوميديا نازفة – 963+
أما متحف بيليز فكان سجن “هير ماجيستي” حتى عام 1855، وأغلق أبوابه حتى عام 1993. استمر ترميمه حتى عام 2002، ليُفتتح متحفًا أمام العامة.
وكان متنزه فالباريزو الثقافي بتشيلي سجنًا للمعتقلين السياسيين أثناء حكم الدكتاتور أغوستو بينوشيه. في عام 1999، أغلق السجن، ليُعاد افتتاحه في عام 2013 تحت اسم “متنزه فالباريزو” الثقافي.
في اسطنبول التركية، تحول سجن سلطان أحمد إلى فندق فور سيزنز الفخم، أما فندق هوستيل سيليكا فكان سجنًا بيوغوسلافيا، واليوم ينام السياح في واحدة من 20 زنزانة أعيد تصميمها فنيًا. وتحول سجن بينتردج بميلبورن الأسترالية في عام 1997 إلى مساحة لإقامة المناسبات، كالمعارض والأعراس وعروض الأزياء والحفلات.
في لاغوس النيجيرية، أقيم متنزه “فريدوم” على أنقاض سجن برود ستريت، وتم افتتاحه في عام 2010 بالذكرى الخمسين لاستقلال نيجيريا عن المملكة المتحدة. وفي المتنزه متحف ومعرض فني ونوافير ومحلات تجارية ومطاعم. وفي فيرجينيا الأميركية، كان “لوريل هيل” سجنًا حتى عام 2001، ويُعاد تطويره حاليًا ليكون مبنى عامًا يوفر خدمات مجتمعية وفنية.
اقرأ أيضاً: “العدالة الانتقالية علاج لانتهاكات النظام”.. فعالية توثيقية حقوقية في مصياف – 963+
مناطق جذب سياحي
ربما يكون سجن “ألكاتراز” في كاليفورنيا الأشهر حول العالم، إذ كان مشدد الحراسة، وضم العديد من أشهر المجرمين في التاريخ، أمثال آل كابوني وروبرت ستراود. بني على جزيرة صخرية قبالة خليج سان فرانسيسكو، وحوله ماء شديد البرودة. اليوم، تحول إلى مقصد سياحي مفتوح للأفواج السياحية.
وكان برج لندن سجنًا سيء السمعة بين عام 1100 ومنتصف القرن العشرين، سجن فيه السير توماس مور، والملك هنري السادس، وآن بولين وكاثرين هوارد زوجتا الملك هنري الثامن. حكي كثيرًا عن أنه مسكون بالأرواح والأشباح، وتحديدًا شبح آن بولين. اليوم، يتقاطر السياح لزيارة هذا المكان، بعدما تحول إلى مركز جذب سياحي، تُحفظ فيه جواهر التاج البريطاني.
وكان سجن جزيرة روبن الجنوب أفريقي مشهوراً بإصابة نزلائه بالجذام، سجن فيه نلسون مانديلا، وتحول اليوم إلى مقصد سياحي مشهور. وذاع صيت سجن شاتو ديف في رواية “الكونت مونتي كريستو” للكاتب الفرنسي ألكساندر دوما، وكان سجنًا للمعتقلين السياسيين والدينيين، واليوم هو فارغ، يخشى السياح زيارته.
وكانت قلعة إلمينا في غانا مكانًا لترويض العبيد، قبل بيعهم في سوق النخاسة. اليوم، صار وجهة سياحية ونقطة جذب في غانا، زاره الرئيس الأميركي باراك أوباما في عام 2009.
كان سجن طوول سلينغ من أفظع السجون في العالم، بعدما حوله الخمير الحمر في كمبوديا من مدرسة إلى معتقل في عام 1975، يتعرض فيه المعتقلون لأبش فنون التعذيب. وفي عام 1979، تم تحويل هذا السجن الرهيب إلى متحف تاريخي، يوثق لجرائم نظام الخمير الحمر.
كان سجن بورت آرثر في أستراليا سجنًا لأعتى مجرمي الامبراطورية البريطانية، واليوم يعد موقعًا أثريًا محميًا من منظمة يونيسكو.