دمشق
أعلنت الحكومة السورية اليوم الأحد، عن قرار إيقاف مؤقت ولأسبوع واحد فقط، لتدبير دفع قيمة 100 دولار أميركي عند دخول السوريين إلى البلاد عبر المعابر الحدودية.
ومنذ عام 2020، أصدرت الحكومة قراراً يلزم العائدين من الخارج بتصريف 100 دولار أميركي أي (1520000 ليرة) عند المعابر الحدودية. وفي حال عدم تمكن المواطنين من تصريف هذا المبلغ، كانوا يُمنعون من دخول الأراضي السورية.
وهذه هي المرة الأولى التي تقرر فيها الحكومة إيقاف تدبير الـ 100، منذ إصدار القرار، حيث يتدفق آلاف السوريين واللبنانيين إلى المعابر الحدودية بين البلدين من اشتداد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية.
وأفاد حسين الكدرو وهو لاجئ سوري عاد إلى سوريا مؤخراً لـ +963، بأنّ الازدحام الذي تشهده المعابر الحدودية قد تضاعف بعد إيقاف إجراء دفع قيمة 100 دولار، مضيفاً “كانت قيمة الـ 100 دولار تحول بيني وبين الدخول إلى سوريا بعد ما شهدته لبنان خلال أسبوع”.
وأشار إلى أنّ إجراء ختم أوراق العبور من لبنان إلى الأراضي السورية يجري ببطء شديد، وأنّ إدارة المعبر دون الإفصاح عن اسمه “تتعمد المماطلة” بعد تعليق تدبير الدفع.
ووصل عشرات السوريين اليوم الأحد، إلى شمال شرقي سوريا عبر معبر الطبقة الذي يربط مناطق الإدارة الذاتية بمناطق الحكومة السورية.
واستقبلتهم خلية الأزمة التي شكلتها الإدارة الذاتية اليوم الأحد، وتُعنى بشؤون العائدين من لبنان، وكان معظمهم لاجئين في الجنوب اللبناني الذي شهد مؤخراً غارات إسرائيلية كثيفة على مواقع “حزب الله” اللبناني، مسفراً عن قتلى وجرحى.
وكانت الحصيلة الأكبر للقتلى من اللاجئين السوريين، يوم الجمعة، إثر غارة إسرائيلية على بلدة يونين في البقاع، راح ضحيتها 19 سوريا، بحسب مركز عمليات الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية.
وفي السياق، نقلت صحيفة “الوطن” المقربة من الحكومة عن مصدر في إدارة الهجرة والجوازات، أنّ عدد اللبنانيين الوافدين إلى سوريا منذ بدء التصعيد الإسرائيلي على لبنان بلغ 22,215 شخصاً، وأنّ عدد السوريين العائدين إلى البلاد وصل نحو 65 ألف شخص.
وبحسب الصحيفة، تشير الإحصاءات إلى دخول 6,108 لبنانيين إلى الأراضي السورية خلال يوم أمس السبت، إضافة إلى دخول 14,891 سوريا.
وكانت الحكومة قد نقلت 40 عائلة سورية قادمة من لبنان، إلى مناطق مختلفة في ريف محافظة إدلب، بحسب ما نقلته إذاعة “شام إف إم” عن محافظ إدلب ثائر سلهب
وقال سلهب للإذاعة، إنهم أمنوا “كافة احتياجاتهم من المواد الإغاثية والغذائية، بالتعاون مع الهلال الأحمر، بالإضافة إلى تأمين عيادة طبية متنقلة لتقديم كافة الخدمات الصحية”.
ووفقاً لتقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد بلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان حتى عام 2023 نحو 1.5 مليون، يشمل هذا العدد اللاجئين المسجلين وغير المسجلين.
ومنذ بدء الغارات الإسرائيلية على مناطق في الجنوب والبقاع وبيروت، بلغ عدد النازحين في لبنان نحو 70 ألفاً موزّعين على 533 مركز إيواء في مختلف المناطق اللبنانية، وفقاً للأرقام الرسمية لوزارة الداخلية.
وكانت هيئة إدارة الكوارث اللبنانية قد أعلنت، أنّ حوالي 15 ألفاً و600 سوري عادوا إلى بلادهم في الأيام القليلة الماضية، من أصل 22 ألف شخص عبروا الحدود بين البلدين.