دمشق
قالت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الأمن المدني والديموقراطية وحقوق الإنسان آزرا زيا، إنّ الولايات المتحدة “قلقة إزاء دعوات بعض الدول المجاورة ودول الاتحاد الأوروبي لتسريع عودة اللاجئين السوريين، وتصنيف المناطق داخل سوريا باعتبارها مناطق آمنة للعودة”.
وخلال فعالية “أصوات المفقودين: استجابة إنسانية للأزمة السورية”، ألقت زيا كلمة أشارت فيها إلى أنّ الولايات المتحدة لا ترى الظروف في أي جزء من سوريا “مواتية لعودة اللاجئين بشكل آمن وكريم ومستدام”.
وأكدت المسؤولة الأمريكية أنّه “يتعين علينا أن نكون واضحين بشأن ما هو مطلوب لإنهاء معاناة السوريين مرة واحدة وإلى الأبد”، مشددةً على الحاجة لـ “إنهاء العنف ومحاسبة أولئك الذين يرتكبون الفظائع وينتهكون حقوق الإنسان”.
وذكرت، “نواجه اليوم تحديات كبيرة في ظل القانون الدولي، وخاصة فيما يتعلق بالنظام السوري، ويتعين علينا الدفع نحو الإصلاحات التي تضع حداً للاحتجاز التعسفي ومصادرة الممتلكات، وغير ذلك من الانتهاكات التي تجعل السوريين يعيشون في خوف، وتمنع اللاجئين من العودة إلى ديارهم”، مطالبةً بضرورة “إحراز تقدم في التوصل إلى حل سياسي شامل للصراع، وفق القرار 2254”.
الهجرة الهولندية تدرس إمكانية إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم
وأتبعت، “هذه المطالب الأساسية، السلام والحرية والعدالة، هي نفس المطالب التي تقاسمها السوريون معي قبل ما يقرب من ثلاثين عاماً، عندما كنت أعمل كمسؤول حقوق الإنسان في سفارة الولايات المتحدة في دمشق”.
وأضافت أنّه “على الرغم من المأساة تلو المأساة على مدى العقود التي تلت ذلك، فإنّ السوريين لم يتخلوا عن رؤيتهم لبلد أفضل”، مؤكدةً أنّ الولايات المتحدة “ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب السوري، وتحث جميع الدول على القيام بالمثل”.
كما أعلنت المسؤولة الأميركية عن حزمة مساعدات إنسانية إضافية لسوريا بأكثر من نصف مليار دولار، تشمل تلبية احتياجات اللاجئين والنازحين داخلياً والمجتمعات المضيفة.
وأوضحت أنّ هذا التمويل “يمثل الأمل والإغاثة والفرصة لمستقبل أكثر إشراقاً لأولئك الذين تحملوا الكثير”. مؤكدةً مواصلة الولايات المتحدة “التزامها بتمويل العمل الاستثنائي الذي يقوم به الدفاع المدني السوري”.
وأعربت زيا عن الفخر بدعم منظمات المجتمع المدني السوري “التي تناضل من أجل تحديد مكان وجود المفقودين والمعتقلين، والتطلع إلى العمل مع المؤسسة الدولية المستقلة للمفقودين في سوريا عند بداية عملها”.
وشددت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الأمن المدني والديموقراطية وحقوق الإنسان على أنّ “مثل هذه الجهود الإنسانية المبدئية تشكل أهمية بالغة، فبغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه، أو من يؤيدون سياسياً، فإن جميع السوريين يستحقون الحصول على المساعدات الإنسانية، والعودة إلى أحبائهم”.
وكانت وزيرة اللجوء والهجرة الهولندية ماروليين فابر قد قالت في 30 آب/أغسطس الماضي، إنّ بلادها تدرس إمكانية إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم باعتبار أنّ بعض مناطقها “قد باتت آمنة لترحيل اللاجئين إليها”.
ويمر اللاجئون السوريون في لبنان وتركيا بظروف صعبة، حيث يتعرضون لحملات الترحيل بطرق شتى رغم ما يعرضهم ذلك من تهديد، وبلغ عددهم حول العالم قرابة 6.7 مليون شخص وأصبحوا النسبة الأضخم من عدد اللاجئين.