السويداء
تشهد محافظة السويداء جنوبي سوريا مع اقتراب فصل الشتاء ارتفاعاً كبيراً في عمليات قطع الأشجار الحراجية وذلك في ظل غلاء أسعار مواد التدفئة وقلة كمية المازوت “المدعوم” المقدم من قبل الحكومة.
وقال طارق العقباني من سكان بلدة أم الرمان بريف السويداء لموقع “963+”، إن حرش البلدة المزروع بشجر السنديان والبالغ مساحته قرابة عشرة آلاف دونم تعرض خلال الأيام القليلة الماضية إلى عمليات قطع عشوائية للأشجار”.
وأضاف العقباني، “خلال السنوات الماضية قمنا بإنشاء مجموعات من شبان البلدة لحماية الأحراش لكن قطع الأشجار لم يتوقف نتيجة عدم قدرتنا على تغطية كافة الأراضي الحراجية وتجاهل الحكومة لمسؤولياتها تجاه ذلك”.
وأشار إلى أن “معظم من يقطعون الأشجار هدفهم البيع والتجارة بأسعار مرتفعة مستغلين عدم توفر مادة المازوت خلال فصل الشتاء وارتفاع ثمنها”.
وخصصت الحكومة السورية 50 لتراً من مازوت التدفئة لكل عائلة عبر البطاقة الذكية خلال موسم الشتاء المقبل كما في السنوات الماضية، وتعتبر هذه الكمية قليلة جداً حيث بالكاد تكفي لشهر واحد فقط.
ويبلغ سعر لتر مازوت التدفئة “المدعوم” في المناطق الحكومية ألفين ليرة سورية، فيما يتراوح سعره في السوق السوداء.. بين 12 ألف إلى 13 ألف ليرة.
ويرى وليد شعيب أحد القائمين على مجموعة “أبناء السنديان” التي تعمل على حماية الأشجار والغطاء النباتي في محافظة السويداء، “أنه ليس هناك مبررات أو أعذار للقيام بأعمال التحطيب الجائرة والعشوائية التي تهدد مساحات خضراء واسعة جنوب سوريا”.
وكشف شعيب لـ “963+”، عن وجود مجموعات في محافظة السويداء مهمتها الرئيسية القيام بعمليات التحطيب مع بداية كل فصل شتاء، حيث تمتلك مناشير متطورة وسيارات لنقل الأشجار بعد قطعها واصفاً إياهم بـ “تجار الأزمة”.
وكان قد تداول ناشطون في شمال غربي سوريا على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع مصورة تظهر آثار التحطيب الجائر، وتحوّل الأحراش إلى مناطق شبه صحراوية.
وأشارت تقارير محلية إلى قطع فصائل المعارضة السورية المدعومة من أنقرة أكثر من 1.5 مليون شجرة في عفرين بريف حلب شمالي سوريا منذ آذار/ مارس 2018، بينها 280 ألف شجرة زيتون.
وفي 12 نيسان/ أبريل 2023، قال تقريرٌ صادر عن منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” إن القطع الجائر حاصل في 114 موقعاً بمنطقة عفرين، وقد تضرر 57 موقعاً بشكل كبير إذ قُطعت أشجاره بشكل شبه تام، فيما تضرر 42 موقعاً بشكل متوسط، و15 موقعاً بشكل جزئي.