بيروت
دعا رئيس أركان الجيش الاسرائيلي قواته الأربعاء إلى الاستعداد لـ”دخول محتمل” إلى لبنان، فيما يواصل سلاح الجو قصف أهداف لـ”حزب الله” في انحاء مختلفة من البلاد.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس)، خاطب الليفنتانت جنرال هرتسي هاليفي عناصر لواء مدرع، وفقاً لبيان أصدره الجيش، قائلاً: “يمكنكم سماع الطائرات هنا. نحن نهاجم طوال اليوم. والهدف هو التمهيد لدخولكم المحتمل، وأيضاً مواصلة ضرب حزب الله”.
وأضاف هاليفي: “لن نتوقف، سنواصل مهاجمتهم وإيذاءهم في كل مكان”.
وأردف في فيديو بثه الجيش متوجها للجنود: “للقيام بذلك، نستعد لمسار المناورة البرية ولدخولكم إلى هناك بقوة، ومواجهة عناصر ’حزب الله‘ الذين سيرون كيف يكون الأمر حين يواجهون قوة قتالية محترفة ولديها خبرة”.
وتابع: “أنتم أقوى منهم كثيراً، وأكثر خبرة، فادخلوا ودمروا العدو هناك، واذهبوا لتدمير البنية التحتية في لبنان، فهذه هي الأشياء التي ستسمح لنا بإعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم في وقت لاحق”.
استدعاء لواءين احتياط
وكانت القناة “13” الإسرائيلية قد أعلنت عن اجتماع للكابينت الحربي سيعقد الليلة، وسيفوض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت تنفيذ خطط مناورة برية في لبنان.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي عن استدعاء لواءين من الاحتياط من أجل “مهام عملياتية” في الشمال. وقال الجيش في بيان: “وفقاً لتقييم الوضع، يستدعي جيش الدفاع الإسرائيلي لواءين احتياطيين من أجل مهام عملياتية على الجبهة الشمالية”.
وأضاف البيان أن هذا الإجراء يسمح بمواصلة القتال ضد “حزب الله”، “وإيجاد الظروف لتمكين سكان شمال إسرائيل من العودة إلى منازلهم”.
لم يتضمن البيان تفاصيل بشأن اللواءين اللذين تم استدعاؤهما، علماً أن لواء المشاة الإسرائيلي يتألف عادة من 1000 إلى 2000 جندي، في حين يتألف لواء الدبابات المدرع من نحو 100 دبابة.
غارات مستمرة
إلى ذلك، تابعت المقاتلات الإسرائيلية غاراتها على مناطق عديدة في لبنان، من جنوبه إلى شماله، مستهدفةً مناطق بعيدة عن جبهات القتال، موقعةً 51 قتيلاً، إضافة إلى إصابة 223 آخرين بجروح.
واستمرت موجات النزوح المدنية نحو مناطق تعد أكثر أماناً. فوفقاً لمصادر رسمية لبنانية، بلغ عدد النازحين من قرى الجنوب اليوم الأربعاء 29 ألفاً من النساء والأطفال والشيوخ، توزعوا على 296 مركزاً للايواء. ورجحت هذه المصادر ارتفاع هذا العدد إلى اكثر من 50 الفاً إن استمرت العمليات العسكرية الاسرائيلية، فيما أحصت المنظمة الدولية للهجرة الأربعاء “نزوح أكثر من 90,530 شخصاً منذ الإثنين.
وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة، فإن عدداً كبيراً من النازحين الجدد كانوا في عداد أكثر من 111 ألف شخص فروا تباعاً منذ بدء التصعيد بين ’حزب الله‘ واسرائيل في 8 تشرين الأول/اكتوبر، بعيد اندلاع الحرب في غزة.
ونسبت “فرانس برس” إلى وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب قوله الثلاثاء “إنّ النازحين بسبب التصعيد الراهن ربما يقترب عددهم الآن من نصف مليون”.
أذى جسيم
هذا، وقد حذّرت منظمة “هيومن رايتش ووتش” الحقوقية الدولية الأربعاء من أن الغارات الاسرائيلية في لبنان تعرض المدنيين “لخطر الأذى الجسيم”، داعية لتحقيق دولي في “الأعمال العدائية الأخيرة” في لبنان وشمال إسرائيل.
وقالت المنظمة في بيان: “منذ 23 أيلول/سبتمبر، أدت أكثر من 1000 غارة إسرائيلية في مختلف أنحاء لبنان إلى مقتل المئات، وجرحت الآلاف”.
وحثّت لما فقيه، مديرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على “اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل تحقيق مستقل في الانتهاكات خلال الأعمال العدائية الحالية”، واعتبرت أن “من الأهمية القصوى أن تمتثل إسرائيل و’حزب الله‘ لقوانين الحرب لتقليل الضرر بالمدنيين”.
وشدّدت فقيه على أن “وجود قيادي في ’حزب الله‘ أو منصة لإطلاق الصواريخ أو منشأة عسكرية أخرى للحزب في منطقة مأهولة بالسكان لا يُبرر مهاجمة المنطقة بدون مراعاة السكان المدنيين”.