بيروت
استمرت الغارات الإسرائيلية بالوتيرة الحادة نفسها أكثر من 14 ساعة متواصلة، في إطار عملية “سهام الشمال”، وهو الاسم الذي أطلقه هرتسي هاليفي، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، على العملية العسكرية التي تستهدف لبنان، واستهدفت مناطق بعيدة جداً عن خط المواجهة مع “حزب الله” في الجنوب اللبناني. صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة تحديث جديد لحصيلة غارات العدو الإسرائيلي المتمادية على البلدات والقرى في جنوب لبنان والبقاع وبعلبك اليوم وفيه ان الغارات أدت إلى استشهاد 492 شخصا من بينهم 35 طفلا 58 سيدة وإصابة 1645 بجروح.
واستهدفت إحدى الغارات منطقة بئر العبد في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، مستهدفة القيادي في “حزب الله” علي كركي. إلا أن قيادة الحزب أكدت في بيان أن كركي بخير، وقد انتقل إلى مكان آمن، معلنةً بذلك ما سمته “فشل محاولة اغتياله”، كما فعلت مع قياديين كبيرين من قادة “حزب الله”، هما فؤاد شكر في 30 تموز/يوليو، وإبراهيم عقيل في يوم الجمعة الماضي.
ومع ارتفاع وتيرة التصعيد في الجنوب اللبناني، ازدحمت الطرق المؤدية إلى العاصمة بيروت بآلاف السيارات التي تحمل نازحين من قراهم وبلداتهم باتجاه العاصمة، لعلّهم يجدون ملاذاً آمناً لهم بعيداً عن الموت.
إسرائيل تستهدف قيادياً كبيراً في “حزب الله” بغارة على الضاحية الجنوبية
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين عن قلقه الشديد حيال العدد الكبير للضحايا المدنيين في لبنان. وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريش، في بيان إن “الأمين العام يشعر بقلق بالغ إزاء تصعيد الوضع على طول الخط الأزرق والعدد الكبير للضحايا المدنيين، وبينهم أطفال ونساء، وفق ما نقلت السلطات اللبنانية”.
إلى ذلك، قال مصدر في قوات الطوارئ الدولية (يونيفيل)، إن أي تصعيد يُمكن أن يكون له عواقب بعيدة المدى ومدمرة، والهجمات قد ترقى إلى مستوى جرائم حرب.
ودعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الاثنين من نيويورك إلى عقد اجتماع طارئ لرؤساء الوفود العربية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، “من أجل العمل على وقف سلوك إسرائيل الإجرامي في لبنان”، بحسب ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس).
كذلك، طالبت وزارة الخارجية المصرية الاثنين القوى الدولية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالتدخل الفوري لوقف التصعيد الإسرائيلي في لبنان.