بيروت
أغارت المقاتلات الإسرائيلية مساء اليوم الإثنين على منطقة حي ماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت، وأعلن الجيش الإسرائيلي استهداف قيادي كبير في “حزب الله” اللبناني.
ونسبت وكالة “رويترز” إلى مصدر أمني لبناني قوله إن الغارة الإسرائيلية استهدفت علي كركي، القيادي في “حزب الله”. وحتى الساعة، لم يصدر أي بيان رسمي من الحكومة اللبنانية أو من “حزب الله” يتناول مصير كركي.
وكركي هو أرفع قائد عسكري في “حزب الله”، وعضو في “المجلس الجهادي” للحزب. بحسب مصادر إسرائيلية، عينه أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله خلفا لفؤاد شكر الذي اغتيل بغارة إسرائيلية في تموز/يوليو الماضي.
وكان كركي يشغل منصب قائد الجبهة الجنوبية، وحاول الجيش الإسرائيلي قتنله في شباط/فبراير الماضي بقصف سيارة بمدينة النبطية، لكنه نجا.
وخلفت الغارة على الضاحية الجنوبية اليوم أضراراً فادحة، وأودت بحياة عدد لم يحدد بعد من المدنيين، فيما أعلن المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر موافقته خلال اجتماع هاتفي عاجل على الإعلان عن حاله الطوارئ في كل إسرائيل، من إيلات حتى الحدود الشماليه مع لبنان.
وكان اليوم عاصفاً في لبنان، إذ لم تتوقف الغارات الإسرائيلية على مناطق لبنانية مختلفة، من دون أن تقتصر على الجنوب اللبناني، إذ وصلت إلى أعالي الجبال في كسروان، وإلى جبيل في شمال لبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه شنّ أكثر من 800 غارة على أهداف لـ”حزب الله” في لبنان حتى ساعات الظهر الأولى، في حين سجلت حركة نزوح بارزة من قرى الجنوب مع اقتراب الغارات من الأهداف المدنية.
وأوضح وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض أن آلاف العائلات نزحت من المناطق المستهدفة. وأضاف في مؤتمر صحافي أن الحصيلة الأخيرة للغارات بلغت “274 قتيلاً بينهم 21 طفلاً و39 امرأة”، لافتا إلى أن بعض القتلى لم يتم التعرف إليهم. كما أشار إلى “إصابة 1024 جريحاُ، استقبلتهم 27 مستشفى”.
في المقابل، قصف “حزب الله” مواقع في حيفا وعكا، ووصلت صواريخه للمرة الأولى إلى مناطق لم يقصفها سابقاً. وأعلن “حزب الله” استهداف مُجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ. كما استهدف مستوطنات تبعد 100 كيلومتر من الحدود، وهذا ما وصفته الإعلام الإسرائيلي بأنه “يعادل المسافة إلى تل أبيب”.
وتأتي هذه التطورات المتسارعة بعدما دخل الصراع بين إسرائيل و”حزب الله” مرحلة خطرة حين فجرت إسرائيل آلاف أجهزة اللاسلكي التي يستعملها عناصر “حزب الله”، ما أدى إلى جرح نحو 4000 منهم، إضافة إلى الإغارة على مبنى سكني في منطقة الجاموس بالضاحية الجنوبية الجمعة، ما أودى بإبراهيم عقيل، قائد قوة الرضوان في الحزب، مع عدد من قادة الحزب الميدانيين.