بيروت
في عملية وصفها الإعلام الإسرائيلي بأنها “ضربة تحت الحزام”، اخترقت إسرائيل شبكة اتصالات “حزب الله” اللبناني العسكرية الخاصة، وعطلتها في لحظة واحدة. فقد توالى انفجار الآلاف من أجهزة النداء الآلي (بيجر) التي يستخدمها عناصر “حزب الله” وقياداته في ضاحية بيروت الجنوبية والجنوب والبقاع، بحسب تقارير إعلامية لبنانية.
وصف مصدر مقرب من الحكومة اللبنانية لـ”963+” هذه العملية بأنها “أخطر خرق أمني للشبكة الرديفة التي يستخدمها ’حزب الله‘ لتأمين تواصله بين قواعده، وهي ضربة قوية يتعرّض لها الحزب اليوم، في ظل تصاعد كبير في التوتر على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية”، متوقعاً أن تكون الحرب التي تتوعد إسرائيل بشنها على لبنان “قد بدأت اليوم بهذا الهجوم السيبراني العنيف”.
عناصر ومسؤولون
وأدّت موجة الانفجارات إلى سقوط 9 قتلى، ونحو 3000 جريح، بينهم 200 جريح إصاباتهم خطيرة، بحسب ما أعلنت عنه وزارة الصحة اللبنانية في تمام السابعة مساءً بتوقيت بيروت. وبين القتلى طفلة في العاشرة من عمرها انفجر جهاز والدها بقربها، وهو عنصر في “حزب الله”؛ ومحمد عمار نجل علي عمار، النائب في البرلمان اللبناني عن كتلة “حزب الله”.
وبين الجرحى بعض مرافقي حسن نصر الله، أمين عام “حزب الله”؛ ونجل حسن نصر الله، وهو نائب أيضاً عن كتلة “حزب الله”؛ ونجل وفيق صفا، أحد كبار المسؤولين في الحزب نفسه، إضافة إلى السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني الذي أصيب بحروق في وجهه. كما كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن وصول إصابات لعناصر “حزب الله” إلى مستشفيات دمشق جراء تفجير أجهزة للنداء الآلي كانت بحوزتهم.
أضاف المصدر نفسه لـ”963+” أن الأجهزة الطبية التابعة للدولة اللبنانية ولـ”حزب الله” تتوقع ارتفاعاً كبيراً لعدد الجرحى، “وربما يتجاوز العدد الحقيقي 4000 جريح”، مؤكداً أن عدد العناصر الحزبية التي تحمل هذا الجهاز الآلي غير معروف تماماً، “خصوصاً أن حزب الله عمّم استخدام البيجر بين عناصر وقياداته غير العلنيين، لأنه غير قابل للاختراق”، بعدما تمكن الإسرائيليون من اغتيال وجرح أكثر من 600 عنصر في “حزب الله” منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر الماضي بعمليات خاطفة باستخدام المسيّرات، آخرهم فؤاد شكر، كبير قياديي الحزب في بيته بالضاحية الجنوبية في 30 تموز/يوليو الماضي.
ووجه نقيب الأطباء في لبنان نداء عاجل لجميع الأطباء من كل الاختصاصات بالتوجه فوراً إلى مراكز عملهم واستقبال المصابين، وطلبت المستشفيات التبرّع بالدم لإنقاذ الجرحى، فيما نصبت خيام في أحياء الضاحية الجنوبية للتبرّع بالدم.
كيف انفجرت؟
والبايجر جهاز نداء آلي صغير، يعمل بالموجات القصيرة في اتجاه واحد، ويستخدم لاستقبال رسائل قصيرة. فكيف ينفجر؟ نسبت صحيفة “النهار” اللبنانية إلى عامر طبش، الخبير في شؤون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، قوله إن إسرائيل “تمكنت من اختراق الدائرة الضيقة للشبكة البيجر التي يستخدمها حزب الله، ضمن شبكة اتصالات مقفلة لنقل رسائل مشفّرة مختصرة.
ورجّح طبش أن تكون البطارية هي الجزء الذي انفجر في الجهاز، قائلاً: “مكوّنات الجهاز غير معروفة، ولا يُمكن معرفة التقنيات الموجودة فيها ونوعية البطاريات، لكن تمكنت إسرائيل من تفجيرها بتوجيه موجات صوتية مكثفة إلى الشبكة نفسها، ما أدى إلى ارتفاع كبير في حرارة البطارية وانفجارها”.
ونسبت صحيفة “وول ستريت جورنال” لشركة لوبك إنترناشيونال الأمنية قولها إن سبب انفجار أجهزة نداء “حزب الله” هو “برمجيات خبيثة على الأرجح”.
وفي بيان صادر عن “حزب الله”، جاء أن بعد “التدقيق في الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوفرة حول الاعتداء الآثم الذي جرى بعد ظهر هذا اليوم فإنّنا نحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة”.
في إسرائيل، توالت الأخبار عن استنفار عام للجيش الإسرائيلي على الحدود مع لبنان تحسباً لعملية انتقامية ينفذها “حزب الله”. وقالت هيئة البث الإسرائيلية (كان) إن الجيش الإسرائيلي يوزع الاستدعاء رقم 8، والقيادة الشمالية تستدعي الاحتياط بشكل رسمي.