فيينا
ارتفعت إلى 15 شخصاً على الأقل حصيلة القتلى جراء العاصفة القوية “بوريس” التي تضرب شرق ووسط أوروبا منذ 4 أيام، وقد تسبّبت بفيضانات وانهيار سدود وانقطاع في التيار الكهربائي.
وضربت رياح عاتية وأمطار غزيرة غير معتادة مساحات شاسعة من النمسا والجمهورية التشيكية والمجر ورومانيا وسلوفاكيا منذ الجمعة، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس)، فيما أفادت الشرطة النمسوية الاثنين بالعثور على شخصين، عمرهما 70 و80 عاماً، متوفيين في منزليهما ليل الأحد – الاثنين بولاية النمسا السفلى المحاذية للجمهورية التشيكية، وهي الأكثر تضرراً في البلاد.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، توفي رجل إطفاء في أثناء مكافحة الفيضانات التي وصفتها سلطات الولاية بأنها “درامية”. ونسبت قناة “أو آر أف” العامة إلى جوديث ديكسون، التي تقطن في بلدة سانت بولتن، قولها: “أقيم هنا منذ 16 عاماً، ولم يسبق لي أن رأيت فيضاناً مماثلاً”، فيما قالت سيغريد كوهل: “لقد دمرت العاصفة كل شيء”.
وبحسب “فرانس برس”، انهار 12 سداً حتى الآن، ما أدى إلى سيول جارفة موحلة، وبقاء آلاف الأسر من دون كهرباء ومياه في ولاية النمسا السفلى. ولا تزال العديد من المجتمعات السكانية معزولة، بينما تم إجلاء مئات الأشخاص بطائرات مروحية من أسطح السيارات وأماكن أخرى.
وحذرت يوهانا ميكل لايتنر، حاكمة ولاية النمسا السفلى، من أن “الأمر لم ينتهِ بعد، والوضع لا يزال حرجا”، لافتة الى خطر كبير لانهيار المزيد من السدود، ومشيرة إلى أن حجم الأضرار التي تسببت بها العاصفة غير معروف حتى الساعة.
كابوس
في جمهورية التشيك، لقي شخص حتفه غرقاً في نهر قرب برونتال بشمال شرق البلاد، فيما أحصت السلطات “7 أشخاص في عداد المفقودين”، بحسب الشرطة المحلية.
ووفقاً لمجموعة الطاقة التشيكية، كان نحو 119 ألف منزل في شمال شرق البلاد من دون كهرباء منذ مساء الأحد. وفي مدينة كرنوف شرق البلاد، وصفت المتقاعدة إيليسكا كوكريشا (76 عاماً) الفيضانات بأنها “كارثة”، قائلةً لـ”فرانس برس”: “الأرصفة مدمرة، كل شيء تحطم… إنه كابوس”.
وفي بولندا، ارتفع عدد القتلى إلى 4 في أعقاب الأمطار الغزيرة والفيضانات. وقالت كاتارزينا نوفاك، المتحدثة باسم الشرطة: “لدينا 4 قتلى في المناطق المتضررة بالكارثة”، مضيفة لـ”فرانس برس” أن الأسباب الدقيقة لوفاتهم لا تزال بحاجة إلى توضيح.
وأعلن رئيس الوزراء دونالد توسك تقديم 26 مليون دولار “للأماكن والأشخاص المتضررين من الفيضانات”.
وبدأت المياه في بعض المدن، مثل كلودزكو، في الانحسار، كاشفة عن الدمار والخراب، في ظل مخاوف من المزيد من الفيضانات في شمال البلاد. وقد أظهر مقطع فيديو في كلودزكو المياه تغطي شارعاً مليئاً بالحطام. وغمرت المياه بلدة غلوخولازي على الحدود البولندية – التشيكية حيث لجأ السكان إلى مدرسة، وحيث قالت متطوعة مع الصليب الأحمر: “هذا الفيضان هو الأسوأ على الإطلاق. نحاول أن نصل الى الناس، وأن نبيّن لهم أنهم ليسوا وحيدين في هذه الكارثة”.
غضب الطبيعة
في رومانيا، تسببت الفيضانات بمقتل 6 أشخاص في الأيام الماضية، حيث اضطر الناس للصعود الى أسطح المنازل هرباً من الفيضانات.
وأكد رئيس الوزراء مارسيل تشولاكو أن رومانيا ستقوم بتنظيف المنطقة ورؤية ما يمكن إنقاذه، وقال: “مقارنة بعام 2013، كانت كمية المياه أكبر بثلاث مرات تقريباً. ويصعب التعامل مع غضب الطبيعة”.
في المجر، أعلن رئيس الوزراء فيكتور أوربان أنه سيؤجل جميع “التزاماته الدولية” بما في ذلك ظهوره في البرلمان الأوروبي، مع العاصفة، بحسب “فرانس برس”. وكان يفترض أن يتحدث أوربان في جلسة مناقشة يعقدها البرلمان القاري الأربعاء بشأن الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي التي تتولاها بلاده حالياً، في ظل جدل وامتعاض الدول الأعضاء من العلاقة الوثيقة التي تجمع أوربان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.