بيروت
رحل اليوم الأحد القاص والروائي والناقد والكاتب المسرحي اللبناني إلياس خوري، عن عمر يناهر 76 عاماً، بعد صراعٍ طويل مع المرض.
ولد الراحل في بيروت في عام 1948، لكنه نشأ عربي الهوى. احتلته فلسطين منذ بداياته، فكانت قضيتها محورية في أعماله، حتى إذا ذكر أدب فلسطين كانت روايته “باب الشمس”، وثلاثيته “أولاد الغيتو”، فاتحة القائمة القصيرة لهذا الأدب المشتت كما الفلسطينيين أنفسهم، ومرايا لهويةٍ عصية على الطمس والإلغاء.
ويغيب الراحل اليوم حاملاً سجلاً عامراً بتجربة أدبية مميزة، جمع فيه المجد من أطرافه كلها. فقد راجت رواياته جماهيرياً، وتألقت نقدياً، وتُرجمت باللغات الكاتالانية والهولندية والإنكليزية والفرنسية والألمانية والعبرية والإيطالية والبرتغالية والنرويجية والإسبانية، ودخلت روايته “باب الشمس” عالم السينما، فأخرجها يسري نصر الله من الورق إلى الشاشة الفضية، ومثّلها ممثلون عرب بينهم باسل خياط وحلا عمران دارينا الجندي وغيرهم.
ومن أبرز أعماله “أبواب المدينة” و”الوجوه البيضاء” و”رحلة غاندي الصغير” و”باب الشمس” و”رائحة الصابون” و”يالو” و”سينالكول” و”أولاد الغيتو”. وإلى الرواية، ألّف 3 مسرحيات، وكتب كثيراً في النقد.
وانضم إلياس خوري إلى مجلة “مواقف” في عام 1972، وأصبح عضواً في هيئة تحريرها. وبين عامي 1975 و1979، ترأس تحرير مجلة “شؤون فلسطينية” بالتعاون مع الشاعر الفلسطيني محمود درويش، وعمل محرراً لسلسلة “ذكريات الشعب” الصادرة عن مؤسسة البحوث العربية في بيروت بين عامي 1980 و1985، وكان مديراً لتحرير مجلة “الكرمل” في عامي 1981 و1982.
كما ساهم في تحرير مجلة “الطريق” اليسارية اللبنانية بين عامي 1983 و1990، وكان مديراً لتحرير القسم الثقافي في جريدة “السفير” اللبنانية، ورئيساً لتحرير الملحق الثقافي لصحيفة “النهار” اللبنانية في عام 1992. وتولى إدارة مسرح بيروت بين عامي 1992 و1998، فيما كان رئيساً لتحرير مجلة “الدراسات الفلسطينية”.
أكاديمياً، درّس إلياس خوري في الجامعة اللبنانية والجامعة اللبنانية الأميركية والجامعة الأميركية في بيروت، كما عمل أستاذاً زائراً في جامعات مرموقة بالولايات المتحدة والعالم العربي وأوروبا، بما في ذلك جامعة نيويورك في عام 2006.
وحاز إلياس خوري في عام 2011 على وسام جوقة الشرف الإسباني من رتبة كومندور، أعلى وسام يمنحه الملك خوان كارلوس، تكريماً لمساره الأدبي. وفاز بجائزة اليونسكو للثقافة العربية لعام 2011 تقديراً للجهود التي بذلها في نشر الثقافة العربية وتعريف العالم بها.