دمشق
يلف الغموض ما حصل في مصياف السورية ليل الأحد، بعدما تعرضت لغارة جوية إسرائيلية وصفت بأنها “أعنف غارة إسرائيلية على سوريا” على الإطلاق، خصوصاً بعد صدور تقارير غربية تتحدث عن عملية برية.
وقالت مصادر مقربة من الحكومة السورية لـ”963+” إن الهجوم الإسرائيلي على مصياف “كان يستهدف مسؤولين اثنين عن التطوير الإنتاجي العسكري في القوات الحكومية السورية، لكن لم تتمكن الوحدة الإسرائيلية المهاجمة من إنجاز المهمة”.
وأضافت المصادر نفسها أن القصف الإسرائيلي على الموقع جاء بعد فشل الهجوم البري، “وكانت الخطة تغطية انسحاب القوات البرية التي وقعت في كمين نصبته القوات السورية”.
وزعمت المصادر أنها أجهزة الأمن السورية علمت بالعملية منذ شهرين، بعدما وصلها إشعار بذلك من إحدى الدول الصديقة، “لكننا لم نكن نعلم توقيتها الدقيق”، كما يقول مصدر نفسه.
الرواية الأخرى
كانت مصادر إسرائيلية قد قالت إن قوات إسرائيلية خاصة نفذت عملية إنزال جوي في مصياف، وصادرت ملفات ووثائق من مبنى خاص بالحرس الثوري الإيراني هناك، ودمرت مبنى البحوث العلمية التابع للحكومة السورية، يتم فيه تطوير الصناعات العسكرية – التكنولوجية الفائقة بمساعدة إيرانية، بحسب ما أوردت “القناة 14” الإسرائيلية.
ونسبت قناة “العربية” السعودية إلى المحلل العسكري السوري أسعد عوض الزعبي قوله إن مصادر لم يسمّها قالت إن الهجوم الإسرائيلي على مصياف ليل الأحد “تضمن هجوماً برياً كبيراً وغير مسبوق، حيث وفرت مروحيتان غطاءً جوياً، بينما قامت مروحية ثالثة بإنزال قوات كوماندوز قتلت أفراداً سوريين وإيرانيين واعتقلت 4 إيرانيين”.
الرواية الثالثة
في المقابل، يقول موقع “أكسيوس” الأميركي إن وحدة النخبة في قوات الدفاع الإسرائيلية نفذت غارة غير عادية في سوريا ودمرت مصنعًا للصواريخ الدقيقة تحت الأرض بنته إيران، وذلك في أول عملية برية تنفذها قوات برية إسرائيلية في السنوات الأخيرة ضد أهداف إيرانية في سوريا.
ويضيف الموقع الأميركي: “يبدو أن تدمير المصنع يمثل ضربة قوية للجهود التي تبذلها إيران و’حزب الله‘ لإنتاج صواريخ دقيقة متوسطة المدى على الأراضي السورية”.
وتلتزم الحكومة الإسرائيلية الصمت بشأن الحادث، حتى لا تثير رداً انتقامياً من سوريا أو إيران أو “حزب الله”، فيما رفض المتحدثون باسم الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع الإسرائيلية ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق.
وبحسب “أكسيوس”، أفادت وسائل إعلام رسمية سورية ومنظمة معارضة سورية عن غارات جوية مكثفة شنتها القوات الجوية الإسرائيلية مساء الأحد في عدة مناطق غربي سوريا، بما في ذلك بالقرب من مدينة مصياف، القريبة من الحدود مع لبنان.
وأمس الأربعاء، أفادت قناة تلفزيونية سورية معارضة والخبيرة اليونانية في شؤون الشرق الأوسط إيفا جيه كولوريوتيس أن الغارات الجوية كانت غطاء لعملية برية إسرائيلية في مصياف، وأكدت ثلاثة مصادر مطلعة على العملية لـ”أكسيوس” أن وحدة النخبة في الجيش الإسرائيلي “سييرت ماتكال” نفذت الغارة ودمرت المنشأة.
وبحسب المصادر المطلعة على العملية، فاجأت الوحدة الإسرائيلية الخاصة حراس المنشأة السوريين، وقتلت العديد منهم خلال الغارة، “لكن لم يصب أي من الإيرانيين أو مسلحي ’حزب الله‘ بأذى”. ويقول الموقع الأميركي إن القوات الخاصة الإسرائيلية استخدمت متفجرات لتفجير منشأة تحت الأرض، وإن الغارات الجوية كانت تهدف إلى منع القوات الحكومية السورية من إرسال تعزيزات إلى المنطقة.
قريباً من لبنان
ونسب الموقع إلى مصدرين على دراية مباشرة بالهجوم قولهما إن الإيرانيين بدأوا في بناء المنشأة تحت الأرض بالتنسيق مع حزب الله والحكومة السورية في عام 2018، بعدما دمرت سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية معظم البنية التحتية لإنتاج الصواريخ الإيرانية في سوريا، وإنهم قرروا بناء مصنع تحت الأرض في عمق جبل في مصياف لأنه سيكون منيعاً أمام الغارات الجوية الإسرائيلية.
وزعمت المصادر أن الخطة الإيرانية كانت تتمثل في إنتاج صواريخ دقيقة في هذه المنشأة المحمية قرب الحدود مع لبنان “لتسليمها إلى ’حزب الله‘ في لبنان بشكل سريع ومع تقليل مخاطر الضربات الجوية الإسرائيلية”.
واكتشفت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية هذه العملية وراقبتها أكثر من خمس سنوات تحت الاسم الرمزي “الطبقة العميقة”، وأدرك الإسرائيليون أنهم لن يتمكنوا من تدمير المنشأة بغارة جوية وسيحتاجون إلى عملية برية، بحسب أحد المصادر.
وختم الموقع بقوله إن مصدراً إسرائيلياً قال إن الجيش الإسرائيلي فكر في تنفيذ العملية مرتين على الأقل في السنوات الأخيرة، لكن لم تتم الموافقة عليها بسبب المخاطر العالية.