دمشق
منذ إعلان هزيمته عام 2019 من قبل قوات “سوريا الديموقراطية” (قسد) والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، عاد تنظيم “داعش” ليُنشِّط خلاياه في سوريا مجدداً، حيث نفذ 50 عملية منذ مطلع العام الجاري، أسفرت عن مقتل أكثر من 100 مدني وعسكري، بحسب إحصاءات المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتقوم خلايا التنظيم بتنفيذ هجمات خاطفة وزراعة الألغام في مناطق سورية مختلفة بينها تلك التي تخضع لسيطرة “قسد” في شمال وشرقي البلاد، وأخرى تسيطر عليها القوات الحكومة والجماعات المسلحة الموالية لها، مما يُسبب خسائر بشرية كبيرة في صفوف العسكريين والمدنيين على حد سواء.
ورغم ذلك تواصل “قسد” بدعمٍ من التحالف الدولي ملاحقة خلايا التنظيم في مناطق سيطرتها، كمان أن القوات الحكومية تستمر بعمليات التمشيط وملاحقة عناصر التنظيم في البادية السورية، إذ كثّف سلاح الجو الروسي من غاراته على مواقع يُعتقد بتواجد عناصر “داعش” فيها خلال الأسابيع الماضية.
ووفقاً لإحصاءات المرصد السوري لحقوق الإنسان، توزعت عمليات تنظيم “داعش” على 16 عملية في بادية دير الزور، 27 عملية في بادية حمص، 3 عمليات في بادية الرقة، 3 عمليات في بادية حماة، بالإضافة لعملية واحدة في ريف حلب.
وتُشير هذه الإحصاءات إلى تصاعد نشاط تنظيم “داعش” في سوريا، مما يُثير مخاوف من عودة سيطرته على بعض المناطق، خاصةً في ظل الأوضاع الأمنية المتردية في البلاد.
وكانت قوات “سوريا الديموقراطية” المدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم “داعش” في سوريا والعراق، قد طالبت المجتمع الدولي بالمساهمة في وقف هذا النشاط المتزايد، ودعم جهود مكافحة الإرهاب في البلاد.
و”قسد” التي يقودها الجنرال مظلوم عبدي، هي تحالف عسكري سوري متعدد الأعراق والأديان، وتعد شريكاً أساسياً ومعلناً للتحالف الدولي في سوريا، وهي تتكون من جماعات مسلّحة كردية وعربية وسريانية، كما أنها تضم مكونات عسكرية أخرى.
يُذكر أن تنظيم “داعش” المصنف إرهابياً لدى واشنطن ودول أوروبية وعربية كان قد سيطر على مساحات واسعة من سوريا والعراق في العقد الماضي، إلا أن التحالف الدولي و”قوات سوريا الديموقراطية” تمكنا من القضاء عليه في آخر معاقله ببلدة الباغوز السورية في آذار/مارس من العام 2019.