دمشق
حذرت لجنة التحقيق الأممية بشأن سوريا في تقرير جديد، من تعمق الأزمة الإنسانية وتصاعد العنف في البلاد.
وقالت اللجنة في تقريرها الصادر أمس الثلاثاء، إن تصاعد حدة القتال على الخطوط الأمامية يثير المخاوف من تصاعد أعمال العنف، في وقت يلوح شبح حرب إقليمية واسعة.
وأضاف التقرير، أن “6 جيوش أجنبية ظلت نشطة في سوريا خلال الفترة المشمولة بالتقرير بين 1 كانون الثاني/ يناير و 30 حزيران/ يونيو 2024، مشيراً إلى أن ما لا يقل عن 150 مدنياً، نصفهم من النساء والأطفال، قتلوا في شمال غربي سوريا، بما في ذلك من خلال استعمال الذخائر العنقودية بمراكز حضرية ذات كثافة سكانية مرتفعة في منطقة إدلب.
واعتبر التقرير أن “معظم هؤلاء قضوا نتيجة هجمات عشوائية شنتها القوات الحكومية السورية، وأن ذلك “يرقى إلى جرائم حرب”.
وأوضحت اللجنة، أن القوات التركية شنت العديد من العمليات ضد أهداف عسكرية لقوات سوريا الديموقراطية (قسد)، مؤكدة “عدم شرعية الهجمات الجوية التركية التي أدت خلال الشتاء الماضي إلى ضرب العديد من المباني الطبية، وإحداث تدمير في محطة لتوليد الطاقة في السويدية بالحسكة، مما أثر على إمكانية وصول أكثر من مليون شخص إلى الماء والوقود وخدمات أساسية أخرى”.
وتطرق تقرير اللجنة’ لمقتل 10 مدنيين في درعا جنوبي سوريا في نيسان/ أبريل الماضي، وقال إنه “تم إعدام غالبية الضحايا باستخدام سكاكين أو طلقات نارية من مسافة قريبة من قبل عناصر ميليشيات مدعومة من الحكومة السورية أجروا مصالحات “يقومون بترديد شعارات داعش”، في إطار أعمال ترقى لجرائم حرب”.
وعن حالات الاعتقال والتعذيب، قالت اللجنة إن “هناك أسباباً معقولة تحملها على الاعتقاد بأن النظام السوري واصل ارتكاب أعمال التعذيب، بما في ذلك العنف الجنسي وسوء المعاملة ضد أشخاص في أماكن الاحتجاز”.
كما وثق تقرير لجنة التحقيق الأممية حالات تعذيب وإعدام معتقلين في شمال غربي سوريا من طرف “هيئة تحرير الشام/ جبهة النصرة سابقاً”، مؤكداً استمرار ممارسات الاعتقال في جميع أنحاء البلاد”.
وبشأن الأوضاع الإنسانية، حذرت اللجنة من “أزمة إنسانية تهدد بأن تصبح البلاد خارج السيطرة، على وقع النقص الحاد في التمويل، وارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من الانعدام الحاد للأمن الغذائي، والذي بلغ 13 مليون شخص”.
وأشارت إلى أنه “في ظل الانهيار الاقتصادي وخفض الدعم وممارسات السلطات المحلية، اندلعت مؤخراً مظاهرات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية والمعارضة”.
وذكر التقرير، أن الغارات الإسرائيلية على سوريا تسببت 3 مرات على الأقل في سقوط ضحايا مدنيين، في حين قامت فصائل مدعومة من إيران باستهداف قواعد أميركية شرقي سوريا أكثر من 100 مرة.