خاص – القاهرة
شدّد فيصل المقداد، وزير الخارجية السوري، على ضرورة انسحاب تركيا من الأراضي التي “تحتلها” في شمال سوريا، واصفاً هذا الأمر بأنه من أهم المطالب السورية قبل إعادة العلاقات بين دمشق وأنقرة.
وقال المقداد في تصريحاتٍ خاصة لـ “963+”: “نحن لا نضع شروطاً على بدء علاقاتٍ عادية بين تركيا وسوريا، بل نحن نضع متطلبات نجاح أي عملية مباحثات بين البلدين”، وذلك على هامش مشاركته في أعمال الدورة العادية الـ 162 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في القاهرة.
وأضاف وزير الخارجية السوري: “من أهم المطالب هو أن يكون هنالك موقف تركي لا يمكن أن يفسر خطأ، وهو أن تركيا ستنسحب من الأراضي التي تحتلها في شمال سوريا”، مؤجلاً البحث في عودة المياه إلى مجاريها “عندما تتوفر هذه المتطلبات الأساسية، ونتفق على جدول أعمال محدد يتناول كافة الاهتمامات التي تثيرها تركيا، والجانب التركي أيضاً يتفهم الاهتمامات التي يثيرها الجانب السوري”.
المقداد: إذا أرادت تركيا عودة العلاقات عليها أن تنسحب من سوريا والعراق
غادر القاعة
وتابع المقداد متحدثاً في تصريحاته لـ”963+”: “بصراحة، نحن نقول إننا نريد من تركيا شيئاً محدداً في مجال اللاجئين السوريين، وفي مجال مكافحة الإرهاب الذي انطلق من تركيا باتجاه سوريا، والانسحاب التركي من الأراضي السورية”، مؤكداً أنه “لا يمكن أن تُبنى علاقات طبيعية بين بلدين وهنالك وجود للاحتلال، لذلك عندما تقرر تركيا أن تنسحب من الأراضي السورية، فنحن جاهزون”.
كذلك، نفى المقداد أي مسعى عربي في الاجتماع الوزاري اليوم لجمعه مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وقال: “كل الدول العربية تعرف الوضع القائم، وتعرف المتطلبات التي طرحها الرئيس بشار الأسد لحلّ هذه المشكلة”.
وغادر المقداد واثنين من الوفد الديبلوماسي الذي يرافقه، قاعة اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة في أثناء توجه فيدان لإلقاء كلمته، فيما بقي عضو سوري واحد في القاعة مصغياً إلى فيدان، علماً أن هذه هي المشاركة التركية الأولى من نوعها في أعمال مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري منذ أكثر من عقدٍ من الزمن.
لجنة الاتصال
ورداً على سؤالٍ يتناول تقدم العلاقات بين دمشق والقاهرة، قال المقداد لـ”963+” إن العلاقات المصرية – السورية “تسير من أفضل إلى أحسن وأحسن، ونحن متفائلون بأننا نسير بشكل مشترك لإعادة العلاقات إلى الزخم”.
وكان المقداد قد بحث الإثنين مع نظيره المصري بدر عبد العاطي في القاهرة سبل تنفيذ التزامات لجنة الاتصال العربية بشأن سوريا.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن المقداد وعبد العاطي بحثا سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وسوريا، “وكانت وجهات النظر متفقة إزاء أهمية تنسيق المواقف حيال العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”.
وكانت لجنة الاتصال العربية قد عقدت ثاني اجتماعاتها اليوم الثلاثاء، بعد اجتماع سابق جرى في منتصف آب /أغسطس 2023، في القاهرة.
وقالت جامعة الدول العربية في تغريدة عبر “إكس”، إن اللجنة الوزارية العربية المعنية بمتابعة الوضع في سوريا عقدت اجتماعاً على هامش اجتماعات المجلس الوزاري في مقر الجامعة العربية، وقررت تشكيل فريق من الخبراء لدراسة الموضوعات التي تتابعها اللجنة مع سوريا وعقد اجتماعها المقبل في بغداد.
وأكدت الخارجية الأردنية إن الوزير أيمن الصفدي شارك في اجتماع اللجنة، كما ذكرت وسائل إعلام سعودية أن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان شارك أيضاً، بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. وتناول النقاش تناول تعزيز الدور العربي لتسوية الأزمة السورية ومعالجة تبعاتها السياسية والأمنية والإنسانية.