بيروت
بعدما ظن الجميع أن الحرب بن إسرائيل و”حزب الله” اللبناني قد ابتعدت، بعد ردّ “حزب الله” على مقتل كبير قيادييه فؤاد شكر بغارة إسرائيلية في 30 تموز/ يوليو الماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت، عاد الكلام الإسرائيلي العالي النبرة ليهدد بعملية عسكرية في جنوب لبنان.
فقد قال رون بن يشاي، المحلل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن الغارات التي شنّها سلاح الجو الإسرائيلي على مواقع عدة في سوريا ليلة الأحد “جزء من الاستعدادات لمعركة كبيرة في لبنان”.
حادث خطير
وقال هيرتسي هاليفي، رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، اليوم الإثنين إن الجيش الإسرائيلي وضع خططاً عملياتية للشمال.
ونقلت القناة “13” الإسرائيلية اليوم الإثنين عن هاليفي، تعليقاً على استهداف مدينة نهاريا بالقذائف والصواريخ، قوله إن قواته العسكرية مستعدة لحرب في الشمال ضد “حزب الله” اللبناني.
وخلال إجرائه تقييماً للوضع الأمني والعسكري على الحدود مع لبنان، اجتمع هاليفي بأعضاء هيئة الأركان، وأكد لهم أن استهداف “حزب الله” مبنى سكنياً في نهاريا صباح اليوم يُعد حدثاً خطيرا للغاية، لافتاً إلى أن الجيش الإسرائيلي يعمل بقوة في جبهته الشمالية، وهو على مستوى عال من الاستعداد مع خطط عملياتية جاهزة، “وجاهز لأي مهمة تتطلب ذلك”.
وكان “حزب الله” قد نفذ صباح اليوم الإثنين هجوماً جوياً بالمسيّرات، استهدفت إحداها مبنى سكنياً في نهاريا. ووثقت مقاطع فيديو بثّها الإعلام الإسرائيلي إصابة مباشرة لمبنى في نهاريا، بعدما انفجرت مسيّرة انقضاضية في الطابق 14 منه، وفقاً لما أفادت به القناة “13” الإسرائيلية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن رصد هدفَين جويَّين مشبوهَين اجتازا الحدود الشمالية، وتحطُّم مسيّرة في نهاريا.
وفي السياق نفسه، التقى الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة الوسطى الأميركية، اليوم الإثنين بكبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي في مقر القيادة الشمالية بمدينة صفد، واطلع على الخطط العسكرية الإسرائيلية في لبنان.
هيا إلى الشمال!
إلى ذلك، دعا العضو السابق في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس بلاده إلى التعامل مع الوضع بشمال البلاد، معتبراً أن تل أبيب تأخرت كثيرا في التحرك، “وينبغي اليوم التركيز على الحدود الشمالية”.
وقال غانتس خلال مشاركته في منتدى نقاش حول الشرق الأوسط بواشنطن: “دقت ساعة الشمال، وأعتقد أننا تأخرنا في هذه النقطة”، مضيفا أن تل أبيب “ارتكبت خطأ” بإجلاء الكثير من الناس من شمال البلاد بعد هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وأضاف غانتس: “في غزة، وصلنا إلى نقطة حاسمة. يمكننا أن نفعل ما نريد في غزة”، في حين تستمر عمليات الجيش الإسرائيلي هناك في انتظار التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار مع “حماس”.
وتابع: “أعتقد أننا يجب أن نسعى للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، لكن إذا لم نتمكن من تحقيق ذلك في الأيام أو الأسابيع المقبلة، فعلينا أن نذهب إلى الشمال، ولا أعتقد أننا بحاجة إلى الانتظار أكثر، فلدينا القدرة على القيام بذلك، من خلال ضرب لبنان إذا لزم الأمر”.
واعتبر غانتس في كلمته أن القضية الحقيقية هي “إيران”، قائلاً: “’حماس‘ قصة قديمة، وقضية إيران ووكلائها في المنطقة هي القضية الحقيقية”.