باريس
في العادة، يعبر آلاف المهاجرين المانش في كل عام من فرنسا إلى المملكة المتحدة. لكن، في الآونة الأخيرة، شهد المانش تدفقات عكسية، أي موجات هجرة من بريطانيا نحو فرنسا، في ظاهرة بدأت تحظى باهتمام باريس ومراقبتها.
ويقول موقع “دي دبليو” إن الشرطة الفرنسية أوقفت 93 مهاجراً في عام 2024، دخلوا فرنسا خلسة آتين من المملكة المتحدة. وصحيح أن العدد قليل، لكنه في تزايد، ما ينذر بتحول الأمر إلى توجّه جديد في الهجرة غير الشرعية.
وبحسب لوي – كزافييه تيرود، المحافظ المكلف بالأمن والدفاع في منطقة هوت-دو-فرانس، يمكن التمييز بين صنفين من المهاجرين، “يستهدف الأول فرنسا وجهة نهائية ويتم في العادة توقيفهم في وسائل النقل العمومية إلى جانب كشفهم عند الحدود الفرنسية من قبل الجمارك، وعادة ما يكونون في وضع غير قانوني، وبالتالي يتم إعلامهم بأمر مغادرة الأراضي الفرنسية واحتجازهم في مركز احتجاز إداري، أو يتم إعادتهم، لكن بعضهم يطلب اللجوء”.
أما الصنف الثاني فيتكون من أشخاص خاب أملهم في المملكة المتحدة. فبريطانيا تتشدد في التعامل مع اللاجئين، وتجبرهم على العيش في ظروف صعبة، وتحرمهم من الوصول للخدمات، بجانب التأخير لسنوات في انتظار قرار غالباً ما يكون رفضاً وترحيلاً، وهذا يجعل اللاجئ حبيس بريطانيا، بينما الفشل في دول الاتحاد الأوروبي يعني الانتقال إلى دولة ثانية وثالثة ورابعة وخامسة.
وبحسب تقرير نشره موقع “سكاي نيوز” البريطاني، يطلب المهربون 2,000 يورو تقريباً ثمناً لهذه الرحلة العكسية.
إلى ذلك، يقول بيتر والش، وهو محاضر في دراسات الهجرة بجامعة أكسفورد، لموقع “مهاجر نيوز” إن السبب الرئيسي في هذه التدفقات العكسية هو أن هؤلاء المهاجرين “لم يكن لديهم سوى القليل من التفاصيل حول تنفيذ قانون نقلهم إلى رواندا، والذي تم التخلي عنه في نهاية المطاف، وهم لا يعلمون”.