باريس
بدأت محكمة فرنسية، أمس الاثنين، النظر في قضية أثارت جدلاً واسعاً في البلاد، حيث اتُهم رجل بتخدير زوجته على مدار 10 سنوات وتصويرها أثناء تعرضها للاغتصاب من قبل 72 رجلاً.
ووفقاً لما نشرته صحيفة “ديلي ميل”، فقد عانت جيزيل بيليكوت، البالغة من العمر 71 عاماً، من صدمة نفسية شديدة خلال الأربع سنوات الماضية، وذلك منذ أن داهمت الشرطة منزلها الريفي.
وأفادت الصحيفة أن زوجها، دومينيك بيليكوت، “قام على مدى السنوات العشر الأخيرة من زواجهما الذي كان يبدو مثالياً، بوضع حبوب منومة في طعامها المسائي، ثم دعا غرباء لاغتصابها بينما كانت فاقدة للوعي، موثقاً تلك الجرائم بكاميرته الخاصة”.
وتسبب هذا الكشف الصادم بانهيار عصبي كامل لجيزيل، ودفعها إلى حافة الانتحار.
وفي جلسة الأمس، تم استدعاء المعتدين واحداً تلو الآخر للمثول أمام القاضي، حيث قدموا أسماءهم وأعمارهم ووظائفهم.
وأوضح تقرير الصحيفة أنهم كانوا يظهرون بمظهر محترم، بينهم أصحاب مطاعم، وسباكون، ورجال إطفاء، وأصحاب متاجر، تتراوح أعمارهم بين 26 و72 عاماً.
ومنذ اعتقاله في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، لم تلتقِ جيزيل بزوجها دومينيك، الذي ظهر أمامها لأول مرة منذ الحادثة وهو يجلس في قفص الاتهام، وكان يبدو أشبه بمدير بنك متقاعد أكثر من كونه مهندساً ومصوراً لعمليات الاغتصاب.
وأظهرت التحقيقات أن دومينيك قام بتصوير زوجته أثناء تعرضها للاغتصاب 90 مرة بين عامي 2011 و2020، حيث عثرت الشرطة على ملف في حاسوبه بعنوان “إساءة معاملة” يحتوي على جميع تلك المشاهد الصادمة.
ونظراً لذكر العديد من المعتدين المزعومين بأسمائهم، إلى جانب وصف دقيق لما قاموا به، تم القبض على 50 شخصاً، في حين تعذر تحديد هوية 22 آخرين، مما يعني أنهم لن يواجهوا العدالة، بحسب الصحيفة.
وتُعد هذه المحاكمة، التي يتوقع أن تستمر حتى عيد الميلاد، حدثاً قانونياً بارزاً في فرنسا. إذ يُحاكم 51 رجلاً، بمن فيهم الزوج، بتهمة الاغتصاب، ويقول المسؤولون في محكمة فوكلوز الجنائية الإقليمية إن “هذا العدد من المتهمين هو الأكبر في محاكمة واحدة في السنوات الأخيرة”.
وظهر العديد من المتهمين خلال المحاكمة وهم في حالة إفراج بكفالة، بينما تم وضع 18 منهم في قفص مغطى بالبلاستيك الشفاف، وغاب أحدهم عن الجلسة، فصدرت بحقه مذكرة اعتقال.
وبموجب القانون الفرنسي، كان بإمكان الزوجة أن تختار عقد المحاكمة خلف أبواب مغلقة مع الإعلان فقط عن الحكم. لكنها اختارت أن تكون الجلسات علنية، وتنازلت عن حقها في عدم الكشف عن هويتها، وسمحت بالتقاط صور لها وهي محاطة بابنتها كارولين داريان قبل بدء الإجراءات.
باريس ـ فرنسا ـ المحكمة الفرنسية