برلين
كشف موقع دويتشه فيله (DW) الألماني، اليوم الإثنين، أن ألمانيا تستضيف حوالي 778 ألف سوري يشكلون 0.92 من إجمالي سكانها، وذلك بعد تصريح مغلوط لزعيم المعارضة حول استضافة البلاد لأكبر نسبة لاجئين سوريين وأفغان.
وأكدت الإحصاءات الدقيقة للأمم المتحدة أنه بخصوص استضافة اللاجئين السوريين، تأتي ألمانيا في المرتبة السادسة بعد لبنان والأردن وتركيا وقبرص والنمسا، وذلك بالنظر لعدد الوافدين وعدد سكان الدولة المستقبلة.
وأعلن رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي، فريدريش ميرتس، في مؤتمر صحفي، أن ألمانيا تستقبل “أكبر نسبة من اللاجئين السوريين والأفغان على مستوى العالم”، وهو ما تحقق الموقع الألماني من أنه “غير صحيح”.
نسب غير صحيحة
وزادت التحذيرات من خطر اللاجئين من ألمانيا والدعوات لترحيلهم بعد قيام السوري عيسى الكسار بتوجيه طعنات قاتلة إلى عدد من الأشخاص في حفل في مدينة زولينغن، متسبباً بمقتل ثلاثة ألمان وإصابة ثمانية آخرين.
“963+” يكشف تفاصيل جديدة عن منفذ عملية الطعن في زولينغن بألمانيا
وقال موقع دويتشه فيله إن “أكبر نسبة” التي تحدث عنها زعيم المعارضة تشير إلى مليون سوري و400 ألف أفغاني، ما دفعه للتحقق من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة التي أفادت بوجود 300 ألف أفغاني في ألمانيا، يشكلون 0.35 بالمئة من إجمالي السكان.
وأوضحت بيانات المفوضية أن عدد اللاجئين الأفغان يأتي في المرتبة الثالثة في البلاد بعد السوريين والأوكرانيين، وأن ألمانيا تأتي في المرتبة الخامسة بعد إيران وباكستان والنمسا واليونان لدى مقارنة عدد الوافدين الأفغان بعدد سكان الدولة المستقبلة.
وأضاف الموقع الألماني أن ألمانيا تبرز بين قائمة الدول المستضيفة للاجئين القادمين من سوريا وأفغانستان، إلا أن هناك دول تكون أعداد اللاجئين فيها أعلى، “سواء بالأرقام المطلقة أو بنسبة الوافدين إلى عدد السكان”.
وتكررت خلال العام الحالي شجارات وحوادث طعن في المدن الألمانية، كان المشتبه بهم لاجئون سوريون وأفغان.
تصاعد اليمين
واستثمرت الأحزاب الألمانية مواقفها من المهاجرين والدعوات لتهجيرهم في الانتخابات الإقليمية التي أظهرت تغيراً سريعاً في تصاعد تيارات متشددة.
وبرز اليمين الشعبوي في ألمانيا لاعباً رئيسياً بعد نتائجه القياسية في ولايتين شرقي البلاد لدرجة وصف الأمر بـ”زلزال سياسي” يؤدي لإضعاف ائتلاف يسار الوسط بزعامة أولاف شولتس.
ورغم تصنيفه حزباً متطرفاً في بعض الولايات الألمانية، أصبح حزب البديل من أجل ألمانيا الأكثر شعبية في تورينغن، والثاني بعد المحافظين في سكسونيا، كما صوّت الناخبون أيضاً لصالح حزب “تحالف سارة فاغنكنيشت” الجديد الذي يعارض الهجرة ويطالب بوقف إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا.
وتباينت تصريحات المسؤولين الألمان حول اللاجئين ما بين مطالب بالتشدد حيال مرتكبي الجرائم من اللاجئين، ومن دعا لسد باب اللجوء أمام طالبي اللجوء الجدد من سوريا وأفغانستان عموماً.
وصرحت اليسارية سارة فاغنكنشت: “علينا أن نقول للعالم أجمع.. لا تأتوا إلى ألمانيا”، محذرة من استفحال العنف.
والجمعة الماضية، قامت ألمانيا بترحيل 28 أفغانياً إلى بلادهم بوساطة قطرية، بعد إدانتهم بارتكاب جرائم، ووسط ازدياد دعوات ترحيل المهاجرين المدانين في البلاد.
وكان ذلك أول ترحيل لأفغان منذ عودة حركة طالبان إلى السلطة عقب انسحاب القوات الأميركية عام 2021.
ألمانيا تسلّم أفغانيين مهاجرين مدانين بجرائم لحركة طالبان بوساطة قطرية
وتمثل النتائج التي حققها اليمين الشعبوي في شرقي ألمانيا، انتكاسة للأحزاب الثلاثة في الائتلاف الحاكم، الاشتراكيون الديموقراطيون والخضر والليبراليون، قبل عام من الانتخابات التشريعية المقررة في أيلول/ سبتمبر 2025.