أنقرة
هاجمت مجموعة أشخاص في مدينة إسطنبول التركية، اليوم الأحد، 3 سياح من مدينة دهوك بإقليم كردستان العراق، ما أدى لمقتل أحدهم في المشاجرة التي يُعتقد أنها اندلعت لأسباب عنصرية.
وهاجم أكثر من 10 أشخاص أتراك 3 سائحين وأشخاصاً آخرين أمام فندق زوريخ في إسطنبول، وطعنوا بالسكاكين السائح حكيم لقمان ما أدى لوفاته، بحسب ذوي الضحية في دهوك.
ونقلت وسائل إعلام في إقليم كردستان العراق عن ذوي الضحية قولهم إن الهجوم حدث لأسباب عنصرية عقب مشاهدة السياح يتحدثون اللغة الكردية، واتهموا السلطات التركية بعدم إسعاف المصاب واعتقال شقيق الضحية بعد الحادثة.
وحكيم لقمان يبلغ من العمر 38 عاماً، وهو متزوج وله 8 أطفال، وكان من سكان منطقة كلكجي في محافظة دهوك، بحسب شبكة رووداو الإعلامية.
“لم يسعفوه”
وتوجه أفراد من العائلة إلى إسطنبول لاستعادة جثمانه ومعرفة ملابسات الحادث بعد أن لم تزودهم شرطة إسطنبول بأي معلومات، بحسب ما نقل موقع قناة كردستان 24.
وقال بلال عادل، وهو ابن عم الضحية وشاهد على الحادثة، إنهم تعرضوا للهجوم لأنهم فقط كانوا يتحدثون باللغة الكردية، وإن حكيم بقي ينزف حتى الموت دون إسعافه.
وأضاف أن الشرطة التركية اعتقلته مع شقيق الضحية لساعات، وعاملتهم “معاملة سيئة”، بينما لم يتم القبض على أيٍّ من المهاجمين.
وكان حكيم لقمان يعمل في تجارة المركبات، ووصل إسطنبول قادماً من دبي وحجز غرفة في فندق لمدة ثلاثة أيام.
وفي مؤتمر صحفي لها، اتهمت عائلة لقمان السلطات التركية بالسماح بقتل ابنها لأسباب عنصرية ولمجرد أنه كردي، وأشارت إلى تكرر حوادث من هذا النوع في تركيا.
وتتكرر حوادث الهجمات العنصرية ضد الأجانب في تركيا، بالإضافة للكرد المتواجدين في تركيا وإيران والعراق وسوريا، بالتزامن مع حملات كراهية الأجانب عموماً، والقادمين من البلاد العربية خصوصاً.
ونقلت شبكة رووداو الإعلامية عن الديبلوماسي في القنصلية العراقية في إسطنبول، طاهر رسول الفيلي، قوله إنه ما من “نية مبيتة” لحادث مقتل الشاب من محافظة دهوك، قبل أن يستدرك أنه لا يعرف: ” تفاصيل الحادث، لكنها لدى الشرطة”.
وأكد الفيلي تسلّمهم الجثمان، مرجحاً أن تستغرق عملية النقل حتى الأربعاء المقبل، لأن رحلات الخطوط الجوية العراقية من إسطنبول إلى أربيل هي بواقع رحلتين أسبوعياً.
وأضاف: “اذا أراد ذووه نقل الجثة إلى بغداد يستطيعون ذلك مساء اليوم الأحد أو غداً صباحاً “.
حوادث متكررة
وسجلت تقارير إعلامية، خلال العام الماضي 2023، تعرض زائرين من الكويت واليمن ومصر للاعتداء في حوادث عنصرية تجاه العرب في تركيا.
وفي حزيران/ يونيو الماضي، شهدت ولاية قيصري وسط تركيا أعمال عنف تبعها ترويع وتخريب ضد اللاجئين السوريين وممتلكاتهم، وأسفرت عن قتلى ومصابين من اللاجئين.
وفي تموز/ يوليو الماضي، قضى شاب سوري في مدينة أنطاليا التركية، بعد تعرضه للطعن حتى الموت على يد 3 أشخاص كانوا قد نزلوا من على دراجتين ناريتين وقتلوه دون سبب معروف.
وفي الشهر نفسه، تداول مستخدمون خليجيون لمواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر رجلاً تركياً كان يهدد سائحاً سعودياً جاساً في أحد مطاعم إسطنبول بسكين لأنه يتكلم العربية.
وقالت شرطة إسطنبول، في بيان آنذاك، إنها اعتقلت المشتبه به، لكنها عللت التهديد بأنه كان ثملاً عندما تلفظ بشتائم لأشخاص حوله ووجه لهم تهديدات.
ولطالما ينظم خليجيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في كل صيف حملات لمقاطعة السفر للسياحة في تركيا، بسبب حوادث يقولون إنها “عنصرية تجاه العرب”، بحسب ما نقلت قناة الحرة الأميركية.
وفي آب/ أغسطس الفائت، قضى الشاب السوري بإطلاق نار مباشر على يد شاب تركي في ولاية غازي عنتاب جنوب تركيا.
وقالت وكالة DHA التركية، عن الحادثة، إن “خلافاً نشب بين الشابين الصديقين بسبب خلاف مادي وتطور إلى إطلاق ببندقية صيد ما أدى لإصابة الشاب السوري بجروح بليغة أسفرت عن مقتله”.
وفي الشهر نفسه، اندلع شجار بين مجموعة من المغاربة والأتراك في حي باليكيولو بمدينة إسنيورت، أسفر عن مصابين، أحدهم شاب سوري.
وفي أغسطس أيضاً، تعرضت المحامية السورية حنان موصلي لحملة عنصرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد حصولها على شهادة كلية الحقوق من إحدى جامعات تركيا.
وقالت موصلي إن الحملة كانت تحمل عبارات عنصرية، فضلاً الشتائم والكراهية، وتطالبها بالعودة إلى سوريا.
ونقلت وسائل إعلام ناطقة بالكردية اليوم السبت عن محسن توفيق، وهو ابن عم الضحية والذي أصيب هو الآخر في الحادثة، قوله إنه لن يخرج من تركيا قبل أن يجرى تحقيق عن الحادثة التي سجلتها الكاميرات، ويتم إلقاء القبض عن القتلى.
لكن الديبلوماسي في القنصلية العراقية صرح أن نتائج الطب العدلي في تركيا ستظهر بعد نحو 6 أشهر.
#تركيا #ضحية #هجوم #حوادث