اللاذقية
شهدت قرية البصة في ريف محافظة اللاذقية على الساحل السوري، اليوم السبت، “تنيناً بحرياً”، هو الثاني من نوعه خلال أسبوع.
وقالت مديرية الموانئ باللاذقية، لموقع محلي مقرب من الحكومة السورية، إن “تنيناً بحرياً خفيف الشدة ضرب القرية صباح اليوم السبت، مخلّفاً أضراراً مادية اقتصرت على بعض خيم القصب والكراسي البلاستيكية”.
وكانت قد ضرب تنين بحري، في الـ25 من هذا الشهر، سوق السمك في حي الرمل الجنوبي باللاذقية، ما أدى إلى إصابتين وأضرار مادية بالمكان.
وفي وقت سابق من آب/ أغسطس الحالي، أوضح أستاذ علم المناخ في جامعة تشرين، رياض قره فلاح، أن “وقوع التنين في هذا الوقت يُعد غير مألوف”، مضيفًا أن التنين عادةً ما يظهر مع المنخفضات الجوية القوية.
وأشار قره فلاح إلى أن انتشار التنانين البحرية في سوريا غالباً ما يكون في الشتاء، وأن حدوثها في الصيف يعكس احتراراً مقلقًا لمياه البحر المتوسط.
وأضاف في تصريحات لوسيلة إعلام مقربة من الحكومة، أن “التنين البحري يحدث عادةً مع العواصف الرعدية القوية فوق البحر، مكوناً عموداً دواراً من الهواء والماء، يشبه الإعصار البحري المصغر، ويظهر بسبب تصاعد الهواء الدافئ الرطب من البحر إلى السحب”.
وشدد على أن التغيرات المناخية وارتفاع حرارة البحر المتوسط قد يؤديان إلى زيادة احتمالية حدوث هذه الظواهر النادرة في المستقبل.
وعادةً ما تتعرض مناطق الساحل السوري لهذه الظاهرة، وسبق أن ضرب “تنين بحري” قرية الدروك في طرطوس، مخلّفاً أضراراً مادية في البيوت البلاستيكية الزراعية.
وكان مدير مركز الأرصاد الجوية في طرطوس، محمود المبارك، قد ذكر سابقاً أن إطلاق تسمية “التنين البحري” على الإعصار البحري يعود إلى الأساطير القديمة التي تحاكي حجمه الضخم وقوته الضاربة.
وأضاف: “عندما تنتقل هذه الشاهقة إلى اليابسة، تُسمى النكباء أو التورنيدو، وهي اضطرابات عنيفة جدًا تحدث في الغلاف الجوي نتيجة لعدم استقرار شديد في الغلاف الجوي وتناقص حراري حاد في الوسط المحيط”.
وتأتي رياح “التنين البحري” مصحوبة وبيّن مدير المركز أن رياح “التنين البحري” مصحوبة بعواصف رعدية عنيفة، ويتراوح قطر الشاهقة بين عدة أمتار وكيلومتر، ولها قدرة تدميرية هائلة لكل ما يعترض طريقها الدوراني بعكس عقارب الساعة في نصف الكرة الشمالي.