بيروت
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اليوم الإثنين عن قناعة الولايات المتحدة بأن التهديد بشن إيران أو وكلائها هجوماً على إسرائيل لا يزال قائماً، بعد إطلاق “حزب الله” اللبناني مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، رداً على مقتل القائد العسكري في “حزب الله” فؤاد شكر.
ونقلت “رويترز” عن المتحدث باسم البنتاغون الميجر جنرال باتريك رايدر قوله: “أود أن أشير إلى بعض التعليقات العامة التي أدلى بها الزعماء الإيرانيون وآخرون… لا يزال تقييمنا هو أنه يوجد تهديد بشن هجوم”.
ويؤيد هذا الكلام ما قاله حسن نصرالله، أمين عام “حزب الله” أمس الأحد، حين تكلّم عن العملية التي وصفها بـ “النوعية” التي نفذها الحزب فجر الأحد، باستهداف قاعدة للموساد الإسرائيلي قرب تل أبيب بالمسيّرات، بعد تنفيذ قصف صاروخي لإلهاء القبة الحديدية، وفقاً لرواية “حزب الله”. فقد قال نصرالله إن ما حصل يختزل رد “حزب الله” وحده، ولا يشمل ردّ “المحور الإيراني”.
عدنا إلى الوضع الطبيعي
هذا الكلام وأصداء الدويّ الذي يحدثه اختراق المقاتلات الإسرائيلية جدار الصوت في الأجواء اللبنانية أعادا اللبنانيين إلى حالة من القلق، بعدما تنفسوا الصعداء قليلاً مساء الأحد، حين ظنوا أن تبادل القصف فجر أمس الأحد سيكون آخر المطاف في حرب استنزاف مستمرة منذ قرر “حزب الله” جرّهم إلى الحرب، بحجة “نصرة غزة”.
مساء اليوم الإثنين، عادت الغارات الإسرائيلية لتستهدف بلدات الجنوب اللبناني وقراه، فيما عادت صفارات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل، تحسباً لمسيّرات يطلقها “حزب الله”. وقالت القناة 14 الإسرائيلية إن مسيّرتين انفجرتا في منطقة إييليت هشاحر في الجليل الأعلى، فيما سخرت القناة 13 الإسرائيلية من مزاعم تل أبيب توجيه ضربة استباقية أمس إلى “حزب الله”، قائلةً: “لقد عدنا إلى الوضع الطبيعي… سلسلة من الإنذارات في الجليل الغربي”.
وهذا الوضع مرشّح للتدهور مجدداً، إذ يقول موقع “أكسيوس” الأميركي إن تدهور المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة “لا بدّ أن ينعكس سلباً على الوضع في شمال إسرائيل، فالقيادة العسكرية الإسرائيلية مصممة على تغيير الوضع وإعادة النازحين إلى بيوتهم، وإبعاد ’قوات الرضوان‘ 40 كليومتراً عن الخط الأزرق، بالتفاوض أو بالعمل العسكري”، فيما كان الجميع يعوّل على نجاح مفاوضات “الفرصة الأخيرة” تجنباً لأسوأ، “خصوصاً بعدما ظهرت حدود الردّ الذي توعّد به ’حزب الله‘ طويلاً”، بحسب ما نقل الموقع عن مسؤولين أميركيين مطلّعين على خفايا المفاوضات في القاهرة.
كنيس في الأقصى
وإذ تحمّل الإدارة الأميركية إسرائيل و”حماس” مناصفة المسؤولية عن انهيار المفاوضات لوقف إطلاق النار، ينصرف النظر اليوم، بحسب موقع “والاه” العبري، إلى دعوة اليميني المتطرف إيتامار بن غفير إقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى، وهي الدعوة التي أثارت شجباً واسعاً، حتى في إسرائيل.
فبحسب صحيفة “إسرائيل اليوم “، هاجم وزير الدفاع يوآف غالانت بن غفير قائلاً: “تحدي الوضع الراهن في الحرم القدسي عمل خطير وغير ضروري وغير مسؤول، وتصرفات بن غفير تعرض الأمن القومي لدولة إسرائيل ومكانتها الدولية للخطر”.
ونسبت القناة “12” الإسرائيلية إلى رئيس معسكر الدولة بيني غانتس قوله: “لا أحد يتوقع ما يمكن أن يفعله بن غفير، ولا حتى رئيس الوزراء الذي يسمح لرجل غير المسؤول أن يأخذنا إلى الهاوية”. واضاف: “لكن هناك أيضًا أطراف مسؤولة في هذه الحكومة وفي الائتلاف، يتوقع الشعب منهم اتخاذ إجراءات. فلن تكفي الإدانات”.
أما الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، فقال إن بن غفير فشل في ما يدعيه من مخططات ويريد الآن أن يفجر الوضع ليثبت أنه يفعل شيئا. وأضاف: “نحمل الحكومة التي ينتمي إليها بن غفير المسؤولية عما يقول، ونؤكد إسلامية الأقصى ونحذر من الاقتراب منه”.
#لبنان#إسرائيل #إستهداف #الغارات_الإسرائيلية