بيروت
في ختام يوم بدأ فجراً بأعنف مواجهة على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر، تجاوزت قواعد الاشتباك إلى الداخل الإسرائيلي، أعلن حسن نصرالله، أمين عام “حزب الله” اللبناني أن الهدف الأساسي للهجوم الذي شنه الحزب فجر اليوم على إسرائيل كان قاعدة غليلوت للاستخبارات العسكرية، قرب تل أبيب.
وقال في كلمة متلفزة مساء اليوم الأحد إن الهدف الرديف كان “قاعدة الدفاع الصاروخي في عين شيمر”، مؤكداً أن عدداً لم يحدده من المسيّرات ضربت الهدفين معاً، لكن إسرائيل تتكتم على الخبر.
هدف عسكري محدد
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أن دفاعه الجوي اعترض صواريخ ومسيّرات اتجهت نحو ما قال إنه “هدف استراتيجي في وسط البلاد”، وأنه نفذ “ضربات استباقية أحبطت جزءاً كبيراً من هجوم استعد له ’حزب الله‘”.
وفي سياق كلمته، أعلن نصرالله أن الحزب قرر أن يكون الهدف عسكرياً، له ارتباط بعملية اغتيال فؤاد شكر، القيادي العسكري في الحزب الذي اغتالته إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت في 31 تموز/يوليو المنصرم.
وأضاف نصرالله: “حددنا هدفاً أساسياً للعملية في العمق الإسرائيلي، وهي قاعدة غليلوت للاستخبارات العسكرية أمان، وفيها عدد كبير من الضباط والجنود، وتدير عمليات الاغتيال التي تجري في المنطقة. وإلى جانبها كان هناك استهداف لعدد من الثكنات والمواقع العسكرية في شمال فلسطين المحتلة أو الجولان السوري المحتل لأجل استنزاف القبب الحديدية ما يتيح للمسيرات العبور نحو العمق”، مؤكداً إطلاق 340 صاروخ “كاتيوشا” على 11 موقعاً إسرائيلياً على الجبهة.
الرواية الإسرائيلية
وفنّد نصرالله الرواية الإسرائيلية، التي قالت إن الاستخبارات العسكرية كشفت استعداد “حزب الله” لإطلاق نحو 6000 صاروخ على تل أبيب، بحسب القناة “12” الإسرائيلية، “فتولى سلاح الجو تنفيذ عملية استباقية شاركت فيها 100 طائرة من طراز ’أف 35‘، وأدت إلى تدمير أكثر من 1000 منصة لإطلاق الصواريخ الاستراتيجية التي يملكها ’حزب الله‘”.
وكان يوسي ميلمان، الخبير والمحلل الأمني في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، قد كتب: “بعد منتصف الليل، اكتشفت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية استعدادات لإطلاق صواريخ وطائرات بدون طيار وقذائف من آلاف القاذفات المنتشرة في جنوب لبنان، وكانت كلها جاهزة للإطلاق في الساعة 5 صباحًا، فقررت إسرائيل توجيه ضرباتها الاستباقية في الساعة 4.30 صباحًا”.
أضاف ميلمان: “تم تدمير معظم الصواريخ والقاذفات والمواقع كانت الأهداف الرئيسية هي مقر الموساد والوحدة 8200 في القاعدة العسكرية غليلوت في منطقة رمات هشارون على بعد 7 كيلومترات من تل أبيب. لكن تم توجيه الآلاف منهم أيضًا إلى مواقع عسكرية أخرى، من الحدود وصولاً إلى غليلوت”.
وأكد ميمان أن بيت الصواريخ التي كانت معدة للإطلاق عشرات الصواريخ بعيدة المدى (150 كم) برؤوس حربية تزن 150 كيلوغراماً.
الردّ انتهى
وفي وقت سابق اليوم، قالت “إسرائيل اليوم” إن تل أبيب نقلت رسالة لمجموعة من الأطراف الأجنبية للمساعدة في منع التصعيد. وأشارت الصحيفة إلى أن الرسالة تفيد بأن إسرائيل تحركت لإحباط هجوم من “حزب الله”، ولا تنوي تحويل ذلك إلى حرب واسعة النطاق.
ونسبت هيئة البث الإسرائيلية (كان) إلى مسؤولين عسكريين إسرائيليين قولهم: “إن كانت العملية التي نفذها ’حزب الله‘ اليوم ترضيه، وتفي بما يريده من رد انتقامي، فلنطو صفحة شكر”.
وفي الإطار نفسه، قال نصرالله في ختام كلمته اليوم إن الردّ على “عملية الاغتيال قد حصلت”، داعياً الناس إلى العودة لبيوتهم، والبلد إلى تنفّس الصعداء.
إلى ذلك، قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية إن القوات المنتشرة في شرق المتوسط ساعدت الجيش الإسرائيلي في رصد وتعقب ما أطلقه “حزب” الله اللبناني فجر اليوم الأحد من صواريخ ومسيّرات في اتجاه إسرائيل، من دون تدخل مباشر.
ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس) إلى المسؤول الذي لم يشأ كشف هويته قوله: “لم تشارك الولايات المتحدة في الضربات الوقائية لإسرائيل. قدمنا معلومات استخباراتية ورصد واستطلاع لتعقب الضربات التي مصدرها ’حزب الله‘ اللبناني”، مضيفاً أن أي مساعدة أميركية لمواجهة هذه الهجمات “لم تكن ضرورية”.
إسرائيل ـ لبنان ـ جنوب لبنان ـ حزب الله ـ القبة الحديدية ـ تل أبيب