بغداد
قتلت صحافيتين وأصيب رجل الجمعة في إقليم كردستان بشمال العراق، في غارة بطائرة مسيرة استهدفت سيارتهم ونسبت الى تركيا، بحسب ما ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس) عن مسؤولين محليين.
وقالت وزارة الدفاع التركية في أنقرة لـ”فرانس برس” إن الجيش التركي لم ينفذ قصفاً جوياً صباح اليوم الجمعة في منطقة سيد صادق بإقليم كردستان العراق.
وأكد مسؤول أمني عراقي للوكالة نفسها أن مسيّرة “يُرجح أنها تابعة للجيش التركي قصفت سيارة تقلّ صحافيين في سيد صادق شرق السليمانية”، ثاني أكبر مدن كردستان.
وندّد قوباد طالباني، نائب رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، بالقصف في بيان موضحاً إن ضحايا القصف الجوي في قضاء سيد صادق “صحافيتان اثنتان، وليستا عضوتين في أي قوة مسلحة كي تشكلا تهديداً لأمن واستقرار أي بلد”.
وقال كاروان أنور، رئيس فرع نقابة الصحافيين في السليمانية، خارج المشرحة المحلية إن “الصحافيتين اللتين قتلتا كانتا معروفتان بالعمل في مجال الصحافة والإعلام”، فيما اكد كامل حمه رضا، رئيس مؤسسة جتر الإعلامية الكردية، في مؤتمر صحافي مقتل صحافيتين تعملان في مؤسسته، إحداهما من السليمانية والثانية كردية من تركيا.
غارات دائمة
والاعتداءات التركية على السيادة العراقية ليست أمراً جديداً. ففي 11 تموز/يوليو الماضي، توغّل الجيش التركي أكثر من 40 كيلومتراً داخل إقليم كردستان، ما استدعى تنديداً من مجلس الأمن الوطني العراقي، لأن هذا التوغل يناقض الاتفاق المبرم بين البلدين منذ زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى بغداد، في أواخر نيسان/أبريل الماضي.
وأتى هذا التوغل متزامناً مع تصريح لوزير الدفاع التركي يشار غولر يقول فيه إن بلاده عازمة على إنشاء ممر أمني بعمق 30 إلى 40 كيلومتراً على طول الحدود مع العراق وسوريا و”تطهير المنطقة من الإرهابيين”.
وبحسب دراسة نشرت في كردستان العراق، نفذ الجيش التركي بين آب/أغسطس 2015 وكانون الأول/ديسمبر 2021 أكثر من 4000 غارة جوية ومدفعية وبرية في إقليم كردستان وشمال العراق، بينها 88 غارة استهدفت مدنيين، قتل بيها 123 مدنياً وجرح 161 آخرين.
أعمال قتالية
وفي عامي 2022 و2023، استمرت الأعمال القتالية التركية في العراق وسوريا، ولم تُراع تركيا في هجماتها على شمال وشمال شرق سوريا حياة المدنيين، وعمدت إلى تنفيذ غارات جوية مترادفة ومتتالية أسفرت عن مقتل 11 مدنياً، بينهم صحفي، وإصابة آخرين.
وفي 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، أعلنت وزارة الدفاع التركية عن تنفيذ 89 غارة جوية في شمال سوريا وشمال العراق.
وقالت منظمة “هيومن رايتش ووتش” الحقوقية الدولية إنَّ هذه الغارات التركية ألحقت أضراراً بالمناطق المكتظة بالسكان والبنية التحتية الحيوية في شمال وشمال شرق سوريا، “وفاقمت الأزمة الإنسانية الكارثية القائمة والتي تؤثر على الأكراد، والعرب، والمجتمعات الأخرى في المنطقة”.