بيروت
برزت نقطة خلافية جديدة تزيد العراقيل في الطريق إلى عقد صفقة هدنة بين إسرائيل و”حماس” في غزة، اسمها “محور فيلادلفيا”. وهذا المحور هو شريط حدودي بين مصر وقطاع غزة، تصر تل أبيب على أن يكون في عهدة جيشها، متحججة بأن تحته أنفاق سربت “حماس” عبرها سلاحاً وعتاداً من طريق مصر.
برجان أم 8 أبراج؟
وقالت تقارير أميركية مساء اليوم الخميس إن إسرائيل اقترحت نصب 8 أبراج مراقبة على المحور، فيما تحاول واشنطن تقليص عددها إلى برجين. لكن مصر ترفض الاقتراحين معاً، إذ تركّز القاهرة على تثبيت آلية أمنية في المحور البالغ طوله 14 كيلومتراً، والذي سيطرت عليه القوات الإسرائيلية في أيار/مايو الماضي.
وبحسب موقع “أكسيوس” الأميركي أن الواضح من الاتجاه الذي تسير فيه المفاوضات أن “فرص تحقيق هدنة في غزة تتراجع بسرعة”.
وإضافة إلى مأزق “محور فيلادلفيا”، نقلت وكالة “رويترز” عن 10 مصادر مطلعة أن الخلافات حول بقاء الجيش الإسرائيلي في غزة وإطلاق سراح سجناء فلسطينيين تعرقل التوصل لاتفاق وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى.
من هذه المصادر 2 من المسؤولين في “حماس” و3 دبلوماسيين غربيين، قالوا إن أصل الخلاف مطالب إضافية قدمتها إسرائيل منذ وافقت “حماس” على نسخة من المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار، أعلن عنه الرئيس الأميركي جو بايدن في مايو الماضي
“حماس” قلقة
وأجمعت مصادر “رويترز” على أن “حماس” قلقة من مطلب إسرائيل الاحتفاظ بممر نتساريم الذي يمتد من شرق القطاع إلى غربه، للحد من حركة الفلسطينيين بين شمال غزة وجنوبها، وترى أن إسرائيل غيرت شروطها وتوجهاتها “في اللحظة الأخيرة”، وتراجعت عن التزام سابق بالانسحاب من ممر نتساريم.
وقالت “حماس” إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يجب أن يحقق الوقف الشامل للحرب والانسحاب الكامل من القطاع وبدء الإعمار وإنهاء الحصار مع صفقة تبادل جادة، محملة إسرائيل المسؤولية في إجهاض الجهود التي يقوم بها الوسطاء “بالإصرار على الاستمرار في الحرب والتنكر لما تم في مراحل سابقة”.
إلى ذلك، قال ديبلوماسي غربي لشبكة “سي إن إن” إن واشنطن قبلت بتعديلات اقترحها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتتضمن استمرار الانتشار العسكري الإسرائيلي في محور فيلادلفيا ونتساريم.
وذكرت الشبكة نفسها أن ويليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، قد يشارك في المفاوضات بالقاهرة. وقالت “القناة 12” العبرية أن جولة المفاوضات التالية بالقاهرة ستعقد الأحد المقبل، “وحتى ذلك الوقت، سيعمل فريق العمل الإسرائيلي مع الوسطاء على تقليص الفجوات في صفقة وقف إطلاق النار”.