بيروت
يستعد لبنان لجولة عنف جديدة، ربما تتجاوز جنوبه، بعدما قال النائب في البرلمان اللبناني مروان حمادة اليوم، في حديث متلفز، “إن معلومات من مسؤولين على علاقة مباشرة بالمفاوضات تؤكد أنّ الحرب واقعة خلال أيام قليلة أو ساعات”.
وتجاوز عدد الصواريخ التي أطلقها “حزب الله” اللبناني اليوم على شمال إسرائيل 180 صاروخاً، بينها 60 قذيفة صاروخية استهدفت منطقة كتسرين في الجولان السوري المحتل، أدت إلى دمار كبير فيها. ونقل نير دڤوري، المراسل العسكري للقناة 12 الإسرائيلية، عن الجيش الاسرائيلي تهديده بأنه “سيرد بشكل استثنائي على ما حدث في كتسرين”.
أتى هذا التصعيد بعدما قصفت المقاتلات الإسرائيلية ليلاً “منشآت لتخزين الأسلحة التابعة لـ’حزب الله‘ في البقاع شرق لبنان”، بحسب الإعلام الإسرائيلي.
القوات إلى الشمال
وتزامن التصعيد أيضاً مع اغتيال العميد خليل المقدح، المسؤول في كتائب الأقصى، الجناح العسكري لحركة “فتح”، وشقيق العميد منير المقدح، القيادي في حركة “فتح”، بصاروخ أطلقته مسيرة إسرائيلية على سيارته في مدينة صيدا بالجنوب اللبناني.
وحمّل توفيق الطيراوي، عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” الفلسطينية في رام الله، إسرائيل مسؤولية اغتيالالمقدح، قائلاً “إنها تريد إشعال المنطقة في حرب اقليمية واسعة”. وأضاف الطيراوي لوكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس) إن إسرائيل “تستخدم الدم الفلسطيني في كافة أماكن تواجده وقوداً لاشعال هذه الحرب”.
إلى ذلك، قالت “القناة 12” الإسرائيلية اليوم إن الجيش الإسرائيلي بدأ نقل قوات من غزة إلى الشمال، “ويولي جبهة لبنان أهمية أكبر”.
وزار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم قاعدة “رمات دفيد” الجوية القريبة من الحدود اللبنانية، وهي القاعدة التي قال “حزب الله” إن مسيّرته “هدهد” صوّرتها. وقال أثناء الزيارة: “أنا هنا لأتفقد استعداداتنا بمواجهة التهديدات القريبة والبعيدة. وأرى أننا مستعدون لأي سيناريو، في الدفاع أو في الهجوم”، مضيفاً: “القوات الجوية هي قبضتنا الحديدية، وتعرف كيف تضرب أعداءنا. فطيارونا يقومون بعمل بطولي. بفد أثبتوا ذلك مراراً، وإذا اضطررنا إلى ذلك فسنثبت ذلك”.
الصفقة تنهار
يأتي هذا المشهد الناري على خلفية إجماع وسائل الإعلام الإسرائيلية على أن “اتفاق غزة” على وشك الانهيار، بعدما حذر مسؤولون إسرائيليون وأميركيون من أن لا بديل واضحاً في الأفق، بحسب تقرير لموقع “بوليتيكو” الأميركي.
ويضيف الموقع: “إن الاقتراح الحالي الذي صاغته الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وقطر هو الأفضل حتى الآن لأنه يتضمن شروطا تتماشى مع مطالب إسرائيل و’حماس‘”، ناقلاً عن مسؤول كبير في اسرائيل قوله: ” لا نعرف إذا كان يحيى السنوار يريد إتمام هذه الصفقة، لكن إن انهارت، فالاحتمال كبير أن تهاجم إيران وأن يتصاعد الأمر إلى صراع واسع النطاق”.
ويركز الاقتراح الحالي على إطلاق سراح الأسرى وتسليم جثث الضحايا، ومناقشة احتمال انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة. لكن ثمة خلافات تدور حول عدد الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم، ووجود الإسرائيلي في محور “فيلادلفيا” والمحاور المركزية في شمال غزة.