بيروت
قالت الولايات المتحدة وقطر ومصر الجمعة إن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة ستُستأنف الأسبوع المقبل في القاهرة، بعدما قدّمت واشنطن اقتراحاً “يقلص الفجوات” بين إسرائيل و”حماس” خلال محادثات الدوحة.
وتجري هذه المفاوضات على أساس طرح أعلن عنه الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 أيار/مايو المنصرم، وينصّ على ثلاث مراحل تشمل: وقفاً للنار، وانسحاباً للقوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة، وإدخال مساعدات وإطلاق معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وفقاً لتقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس).
وجاء في بيان مشترك بين دول الوساطة: “في وقت سابق اليوم في الدوحة، قدمت الولايات المتحدة الأميركية بدعم من دولة قطر وجمهورية مصر العربية لكلا الطرفين اقتراحاً يقلص الفجوات بين الطرفين”.
وتابع البيان: “يُبنى هذا الاقتراح على نقاط الاتفاق التي تحققت خلال الأسبوع الماضي، ويسد الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بالتنفيذ السريع للاتفاق”، على أن يجتمع كبار المسؤولين في حكومات دول الوساطة في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل، آملين التوصل إلى اتفاق وفقًا للشروط المطروحة اليوم.
وأكد البيان أن محادثات الدوحة كانت “جادة وبناءة وأُجريت في أجواء إيجابية”.
“مترو حزب الله”
إلا أن هذه الأجواء الإيجابية تبددت بنشر “حزب الله” اليوم الجمعة مقطع فيديو مع مؤثرات صوتية وضوئية، يظهر منشأة عسكرية محصّنة تحت الأرض، يتحرّك فيها مسلحون في آليات محمّلة بالصواريخ داخل أنفاق ضخمة.
وتنسب “فرانس برس” إلى الخبير العسكري رياض قهوجي قوله “إن هذا هو الفيديو الأكثر وضوحاً الذي نشره الحزب على الإطلاق والذي يظهر حجم أنفاقه، مؤكداً بذلك تقارير أفادت بأنها طويلة للغاية وكبيرة كفاية لاستيعاب الشاحنات ومنصات إطلاق الصواريخ”.
يضيف قهوجي: “لأول مرة، نرى صواريخ كبيرة بشكل كاف لتكون بالستية”، معتبراً أن الحزب يحاول بهذا الفيديو منع إسرائيل من الدخول في حرب واسعة، والتذكير بفشل إسرائيل الذريع في إقفال “مترو حماس”، الاسم الذي تطلقه تل أبيب على شبكة الأنفاق المعقدة التي أنشأتها “حماس” تحت قطاع غزة.
ويأتي نشر هذا الفيديو بعد أنباء أكدت استخدام إسرائيل الأربعاء، ولأول مرة منذ اندلاع الحرب على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، صواريخ ثقيلة قادة على اختراق التحصينات في بلدة كفركلا المحاذية للحدود.
قتلى بالعشرات
وفيما يترقب الجميع، وفي مقدمهم إسرائيل، الردّ الذي يتوعد به “حزب الله” انتقاماً لاغتيال كبير قيادييه العسكريين فؤاد شكر، في غارة إسرائيلية استهدفت منزله في قلب الضاحية الجنوبية، التي تقع ضمن سيطرة الحزب، تساءل موقع “والاه” العبري إن كانت هذه الأنفاق ستحمي قيادات “حزب الله” من نيران المسيّرات التي تتعقبهم، كما حصل مع شكر.
وشكر ليس أول قيادي يفقده “حزب الله” في هذه الحرب. فقد أدّى التصعيد عبر الحدود إلى مقتل 570 شخصاً على الأقل، بينهم ما لا يقل عن 118 مدنياً وأكثر من 370 مسلحاً من “حزب الله”، إلى جانب 25 عنصراً نعاهم الحزب وقضوا في سوريا منذ بدء التصعيد.
وبحسب بيانات نعي “حزب الله”، يتحدّر نحو 320 من قتلاه من قرى وبلدات في جنوب لبنان، كما يتحدّر قرابة 60 قتيلاً من منطقة البقاع الحدودية مع سوريا. ومنذ بدأ “حزب الله” يورد تاريخ ولادة عناصره القتلى في كانون الثاني/يناير، خسر أكثر من 230 عنصراً، نحو 70 في المئة منهم يبلغون أربعين عاماً وما دون، إضافة إلى 6 من قتلى الحزب على الأقل في العشرين وما دون، 3 منهم ولدوا في عام 2006 وما بعده.
أهداف بعيدة
وفي السياق، أفاد إيتاي بلومنثال، المراسل العسكري لهيئة “البث” الإسرائيلية، اليوم الجمعة بأن القوات الجوية الإسرائيلية نفذت أمس الخميس تدريبات على هجوم على هدف بعيد عن إسرائيل بطائرات مقاتلة من طرازي “F35” و”F15″، وطائرات للتزود بالوقود من طراز “707”.
وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو أجرى تدريبات على تزويد المقاتلات بالوقود في المجال الجوي الإسرائيلي، مضيفاً: “التدريبات حاكت طلعة جوية لمسافات طويلة في عمق أراضي العدو، شملت التزود بالوقود جواً عدة مرات خلال فترات زمنية قصيرة”.
وبحسب الهيئة، تأتي هذه التدريبات في إطار استعدادات القوات الجوية و”المناورات الحربية” التي تجري في الأيام الأخيرة، استعداداً لاحتمال وقوع هجوم في إيران وفي أنحاء الشرق الأوسط.
وتزامنت هذه التدريبات مع مفاوضات الدوحة، التي تعول عليها كل الأطراف المشاركة فيها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، حتى إيران التي قالت على لسان رئيسها مسعود بزشكيان إن وقفاً للنار في غزة هو السبيل الوحيد لثني إيران عن توجيه ضربة انتقامية لإسرائيل، بعد اغتيالها إسماعيل هنية، الرئيس الراحل للمكتب السياسي لـ”حماس” في قلب طهران، في 1 آب/أغسطس الجاري.