حلب
اعتقل فصيل في “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا، أكثر من 20 شخصاً من سكان عفرين بريف محافظة حلب الشمالي خلال اليومين الماضيين، وفق ما أفادت مصادر محلية لموقع “963+”.
وقال مصدر محلي إن “الشرطة العسكرية” التابعة للجيش الوطني 21 شخصاً بينهم نساء وطفلة من عفرين بتهم مجهولة، وحصل موقع “963+” على أسماء 14 منهم.
وأضاف المصدر أن المعتقلين تعرضوا للضرب والتعذيب بوسائل عدّة في معتقلات “الشرطة العسكرية”، التي أفرجت عن بعضهم عبر رميمهم بالشوارع، فيما لا زال بعض آخر معتقل.
وتعرض المعتقلين لتهديدات بالقتل إذا ما تحدثوا أو قدموا شكاوى، بحسب المصدر، وأشار إلى أن أحد المعتقلين تعرض للابتزاز عبر تعذيب زوجته وأطفاله لتسليم نفسه.
ووفقاً للمصدر أن “أحمد جمال كبصو”، و”أبو عبد علولو”، وهما ضمن فصيل “الشرطة العسكرية” ومسؤولان عن عملية الاعتقال.
وكان قد قُتل وأُصيب نحو 15 شخصاً في 7 من آب/أغسطس الجاري، بانفجار ناتج عن عبوة ناسفة موضوعة داخل صهريج وقع بالقرب من حاجز الشط بإعزاز في ريف حلب.
وشهدت مدينة عفرين تصاعداً في الأحداث بعد المظاهرات والاحتجاجات التي اندلعت تضامناً مع اللاجئين السوريين المتضررين في ولاية قيصري التركية في الأول تموز/يوليو الماضي، حينها قُتل 6 أشخاص وأُصيب 45 آخرين، إثر إطلاق الرصاص من قبل الفصائل المسلحة المدعومة من أنقرة، على المتظاهرين لتفريقهم، وإثرها، قرر ناشطون الاعتصام بشكل يومي في دوار “نوروز”، حيث يجتمع المعتصمون من الساعة السابعة مساءً حتى العاشرة مساءً منذ ذلك الحين.
رفضاً لسياسة تركيا و “الائتلاف” .. اعتصام مستمر في عفرين السورية
وفي 29 فبراير الماضي، أصدرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” تقريراً، حمَّلت فيه تركيا “مسؤولية انتهاكات جسيمة في المناطق الخاضعة لسيطرتها سواء مباشرة أو عبر فصائل مسلحة مرتبطة بها في شمال سوريا”. كما وصفت تواجدها العسكري هناك بـ “الاحتلال”، واعتبرت أن المسؤولين الأتراك في بعض الحالات كانوا متورطين مباشرة في جرائم حرب مفترضة في ما تسميه تركيا منطقة آمنة”، بحسب تعبير المنظمة.
ووثقت “لجنة التحقيق المستقلة بشأن سوريا” الجرائم المرتكبة منذ بداية سيطرة تركيا وفصائل المعارضة الموالية لها على عفرين، آذار/مارس الماضي، “خطف أكثر من (9065) شخص بينهم أكثر من (1000) امرأة، مقتل أكثر من (783) شخص بينهم (95) قضوا تحت التعذيب، (10) حالات انتحار لنساء و(74) حالة اعتداء جنسي”.
وتتكرر مثل هذه الجرائم في مدينة عفرين منذ سيطرة تركيا وفصائل “الجيش الوطني” عليها في 18 آذار/مارس من عام 2018، وهو ما أدى لتهجير أكثر من 300 ألف من سكان المنطقة الأصليين، وفق بيانات الأمم المتحدة.
و“الجيش الوطني” قوَّة عسكريَّة تتحدر من الجيش السوري الحر، أعادت تركيا تنظيمها منذ 30 أيار/مايو 2017، هو هيكل المعارضة السورية المسلحة غير الرسمية. وأبرز فصائله في عفرين “فرقة السلطان مراد”، و”فرقة السلطان سليمان شاه” المعروفة باسم “العمشات”، وفرقة الحمزة التي يعرف عناصرها باسم “الحمزات”.
وعدا عن حقوق الإنسان، تتعرض منطقة عفرين جغرافياً لاعتداء على الثروة الحرجية، الأمر الذي أدانته منظمات حقوقية واصفة ما يجري بأنه “سلوك مقصود”، الهدف منه بناء المساكن العشوائية مكان الأشجار المقطوعة.
وفي 12 نيسان/أبريل 2023، قال تقريرٌ صادر عن منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” إن القطع الجائر حاصل في 114 موقعاً بمنطقة عفرين، وقد تضرر 57 موقعاً بشكل كبير إذ قُطعت أشجاره بشكل شبه تام، فيما تضرر 42 موقعاً بشكل متوسط، و15 موقعاً بشكل جزئي.
وتتبع مدينة عفرين السورية العديد من البلدات الكبيرة، أبرزها: الشيخ حديد، بلبل، جنديرس، راجو، معبطلي، وشران. كما تتبع لهذه البلدات مئات القرى المتناثرة في جغرافيا تبلغ مساحتها أقل من 4 آلاف كيلومتر مربع، لتغطّي نحو 2 في المائة من مساحة سوريا. وقبل عام 2011، كانت تضم نحو 500 ألف. وتعد عفرين التابعة إدارياً لمحافظة حلب، من التجمعات السكانية الكبيرة للأكراد السوريين. وكانت ثالث كانتون لدى الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قبل أن تسيطر عليها تركيا قبل نحو 6 سنوات.