خاص / دير الزور
تشهد بلدات وقرى محافظة دير الزور شرقي سوريا، اليوم الاثنين، ازدياداً في حركة النزوح المستمرة منذ 6 أيام جراء الاشتباكات والقصف المتبادل بين القوات الحكومية وقوات سوريا الديموقراطية (قسد).
ويبذل أرباب العائلات في منطقة التصعيد جهوداً كبيرة للوصول لرقعة آمنة في محيط قراهم، مع عدم رغبتهم في الابتعاد عن منازلهم وممتلكاتهم.
يروي نازحون داخل ريف دير الزور الشرقي، لموقع “963+”، تفاصيل ما عانوه من مخاوف ومخاطر أثناء فرارهم القسري من منازلهم.
وكان الهجوم الذي شنته القوات الحكومية على منطقة سيطرة مجلس دير الزور العسكري المنضوي في صفوف “قسد” الأربعاء الماضي، قد فتح جبهة من الاشتباكات والقصف في مناطق مأهولة بالسكان.و
وأسفر القتال خلال 6 أيام عن 100 قتيل وجريح، غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكان مجلس دير الزور العسكري قد كشف، في وقت سابق من اليوم، عن مقتل 18 عنصراً وإصابة آخرين من قوات الحكومة السورية والفصائل الموالية لها في عملية عسكرية قال إنها رد على قصف خلّف ضحايا مدنيين في قريتي الدحلة وجديدة البكارة.
مجلس دير الزور العسكري يكشف مقتل 18 عنصراً من القوات الحكومية
البحث عن مكان آمن
ويستذكر عبد الحليم السهو، وهو أحد سكان بلدة الدحلة شرقي دير الزور، اللحظات الأولى لمغادرته منزله : “لم نكن مهيئين للنزوح، ولم يكن في الحسبان ما حدث. كل ما نبحث عنه الآن هو رقعة آمنة تأوي عائلاتنا”.
ويضيف لموقع “963+”: “خرجت في ساعات الفجر الأولى بعد ليلة مروعة مليئة بأصوات الرصاص ودوي انفجار القذائف. رأيت سكان الحي متناثرين؛ منهم من ينعي أفراداً من عائلته، ومنهم من يسعف جرحاه، والجميع يبحث عن وسيلة لنقل عائلته إلى مكان أكثر أماناً”.
وتوجه “السهو” مع أفراد أسرته وعدة عائلات إلى بادية البلدة، على أمل أن يتوقف القصف ويتمكنوا من العودة إلى منازلهم، التي يقول إنها “المأوى الوحيد” لهم.
ومع اتساع رقعة الاشتباكات يوماً بعد آخر، وتبادل الاتهامات ما بين الخارجية السورية والإدارة الذاتية حول من يتحمل مسؤولية التصعيد، ازداد عدد القرى التي يفر سكانها من الاشتباكات والقصف.
“الإدارة الذاتية” تندد بتصريحات دمشق وتتهمها بالانفصال عن الواقع
ولم ترد أنباء حول نتائج وساطة يقوم بها وفد روسي عاد صباح اليوم الإثنين إلى القامشلي شمال شرقي البلاد، وذلك بعد فشل جولة سابقة الجمعة الماضي.
نزوح نحو المجهول
وفي القرى التي تحولت لساحة حرب في ريف دير الزور، فشلت مساعي العائلات في تهدئة أطفالهم الذين أصيبوا بالهلع جراء دوي القصف.
يقول علي الرفاعي، وهو نازح من بلدة أبو حمام بريف دير الزور الشرقي، لـ”963+”: “كنت ألعب مع أطفالي في المنزل محاولاً تهدئتهم، لكن أصوات القذائف التي انهالت على البلدة حالت دون ذلك. كنا نسمع صراخ الأطفال والنساء في المنازل المجاورة”.
وقرر “الرافعي” في النهاية مكرهاً أن يحمل أطفاله الصغار ويسير مع العائلة والجيران لجهة لم يعلمها أحد منهم، “كنا فقط نركض في الشارع للخروج من البلدة”.
وتوقفت عدة عائلات في مدرسة على أطراف البلدة، فيما أدى اكتظاظ الفارين داخل المبنى المدرسي للمزيد من بكاء الأطفال وعدم قدرتهم على النوم، بحسب النازح.
ويقول الرفاعي إن المدرسة تفتقد لمقومات العيش بالنسبة للعائلات، ويتذكر مشاهد من موجات نزوح سابقة خلال الحرب في سوريا: “أخشى أن تكون هذه الموجة من النزوح طويلة الأمد”.