حمص
أبرم مجلس مدينة حمص وسط سوريا، اتفاقية مع مؤسسة “الإنشاءات العسكرية” لترميم سور “الأربعين” التاريخي، والذي يُعد آخر ما تبقى من السور القديم في وسط المدينة الذي يعتبر شاهداً على دمار المدينة التاريخية بسبب الاشتباكات والقصف الذي شهدته المحافظة بداية اندلاع الأزمة السورية.
ونقلت صحيفة “الوطن” المقربة من الحكومة السورية، عن رئيس مجلس المدينة عبد اللـه البواب، أن “سور الأربعين له أهمية أثرية كبيرة كونه الجزء المتبقي من سور المدينة القديمة، ويطل على ساحة الأندلس التي تحيط بها عدة مباني حكومية”.
وأضاف البواب، أن “مجلس المدينة عمل على ترميم عدة مواقع أثرية في حمص، ومن أبرزها سور الأربعين ومحيطه، وذلك ضمن خطة إسعافية تم تمويلها من وزارة الإدارة المحلية والبيئة”.
وأشار إلى أنه “تم التعاقد مع مؤسسة الإنشاءات العسكرية لتنفيذ عمليات الترميم بالتعاون مع دائرة الآثار والمتاحف”.
وبحسب البواب، شملت أعمال الترميم المنطقة الممتدة من مبنى نقابة المهندسين شرقاً وحتى مدخل جامع الأربعين شمالاً، بالإضافة إلى ترميم الأجزاء المتبقية من السور الغربي والمداخل الرئيسية المطلة على بنك التمويل ومديرية الشؤون الاجتماعية.
وأكد أن المشروع شمل أيضاً ترميم الأدراج والساحات المؤدية إلى ساحة الأندلس، موضحاً أن التكلفة الإجمالية بلغت 399 مليون ليرة، مع احتمالية التغيير وفقاً لتقلبات أسعار المواد والمحروقات وأجور العمالة.
وفي الوقت الذي وصف فيه البواب هذا الجهد بأنه “جزء من سلسلة مشاريع تهدف إلى الحفاظ على الطابع التراثي والجمالي لمدينة حمص”، لم يتطرق إلى الوضع الكارثي للأحياء القديمة والمواقع التاريخية التي تعاني من دمار شامل.
ويُعبر سكان في حمص عن استيائهم من هذا المشروع الذي يعتبرونه محاولة للتغطية على دمار واسع النطاق طال أحياءهم القديمة، بما في ذلك الخالدية والحميدية والقصور وجورة الشياح والقرابيص، بالإضافة إلى مسجد خالد بن الوليد الذي شهد ترميماً أثار الكثير من الجدل بسبب تغييره لطابعه التراثي.
يشار إلى أن سور حمص الأثري يحيط بالمدينة القديمة من جميع الجهات على شكل مربع تقريباً، ويمتد من قلعة أسامة بن منقذ إلى حي الأربعين شرقاً، وصولاً إلى باب تدمر جنوباً، ومنه إلى باب الدريب ليلتقي مجدداً بالقلعة. وتم تجديد السور خلال الفترة الأموية، ثم أعيد بناؤه بعد زلزال مدمر ضرب المنطقة عام 1098م في عهد نور الدين زنكي.