دمشق
تعتبر أزمة التقنين الكهربائي في سوريا مشكلة مستعصية، لها عدة أسباب، أهمها العجز عن تكرير النفط واستخراج الفيول الذي يشغل المحطات الحرارية، وصعوبة استيراده بكميات كافية بسبب العقوبات المفروضة على الحكومة السورية.
ونفى اليوم عمر البريجاوي، مدير “المؤسسة العامة لتوليد الكهرباء” التابعة للحكومة السورية، إمكانية التنبؤ بواقع التقنين الكهربائي في الأشهر المقبلة، بعدما أُعلن أمس الأربعاء عن انتهاء أعمال الصيانة الشاملة للمجموعة البخارية الثالثة في محطة الزارة بريف حماة.
وقال البريجاوي إن “تحسن التيار الكهربائي يرتبط بتوريدات الفيول والغاز، ووضع المجموعة البخارية الثالثة في محطة توليد كهرباء الزارة بالخدمة قبل أيام، أدى إلى تحسن ملحوظ في واقع التغذية الكهربائية في أغلب المحافظات”.
وأضاف أن هذا التحسن سيستمر حتى نهاية آب/أغسطس الحالي، “لكن لا يمكن معرفة ما إذا كانت الأشهر المقبلة ستشهد تحسناً في التقنين الكهربائي، لأن هذا مرتبط بتوفر الفيول والغاز”، بحسب ما نقلت عنه صحيفة “الوطن” المقربة من الحكومة السورية.
وأوضح بريجاوي أن صيانة المجموعة الثالثة رفعت استطاعة العنفة إلى 210 ميغاواط، بعد أن انخفضت في السابق إلى 110 ميغاواط نتيجة الاستخدام الطويل.
وقيل أيام، أكد مصدر في وزارة الكهرباء التابعة للحكومة السورية، لموقع “963+”، أن تحسن وضع الكهرباء “شبه مستحيل”، لانعدام الحلول الجذرية.
مصدر في وزارة الكهرباء لـ”963+”: حلول توفير الكهرباء في سوريا غير متاحة
وبين المصدر أن الاستطاعة المولدة حالياً من الكهرباء “لا تتجاوز 2000 ميغا، علماً أن الاستطاعة المركبة والجاهزة للخدمة في حال توفر الفيول تصل إلى 5500 ميغا”.
وأضاف أن “هنالك نقص كبير في الغاز، حيث أن ما يصل لا يتجاوز 6,5 مليون متر مكعب من أصل 23 مليون متر مكعب، في حين أن الكميات المتاحة حالياً من الفيول هي 4500 طن، وحاجة المحطات اليومية تصل إلى 10 آلاف طن”.
وتشهد المحافظات السورية تقنيناً قاسياً في الكهرباء، يصل في دمشق إلى أكثر من 20 ساعة قطع، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات الاستهلاك.