بيروت
تأخر الرد الإيراني الذي تترقبه إسرائيل، فتحولت وسائل الإعلام العبرية إلى تحليل ما يمكن أن يكون عليه رد “حزب الله” اللبناني على مقتل كبير قيادييه فؤاد شكر في منزله بالضاحية الجنوبية لبيروت.
وقالت القناة “13” الإسرائيلية إن أنظار الأجهزة الأمنية في تل أبيب تتجه نحو “حزب الله” في الأساس، “بسبب المسافة القصيرة بين لبنان وإسرائيل، ووصول الصواريخ المسيرات التي يطلقها الحزب بسرعة كبيرة إلى الأراضي الإسرائيلية، مقارنة بالمسيرات والصواريخ الإيرانية، وهذا يجعل التحذير السريع للسكان صعباً، فلا يتسع الوقت لقسم كبير منهم للجوء إلى الملاجئ، ما يزيد من احتمال ارتفاع عدد الضحايا”.
وتؤكد مصادر عسكرية للقناة أن “حزب الله” عازم على شن هجوم أشد ضد إسرائيل، “وهو مستعد لتحمل مخاطر وتبعات ذلك، حتى لو اتسع نطاق القتال بينه وبين إسرائيل إلى حرب شاملة، لذلك فالجيش الإسرائيلي سيحاول منعه من إطلاق الصواريخ بشكل واسع وفوري من خلال الترصد الجوي الدائم”.
وتنسب القناة العبرية إلى ضابط في الجبهة الشمالية قوله إن “حزب الله” سيوجه صواريخه نحو أهداف عسكرية، “لكني لا أستبعد انحرافها وسقوطها في مناطق مدنية، كما أتوقع استهداف مواقعنا العسكرية بسلاح لم يستخدمه الحزب ضد إسرائيل حتى اليوم”.
كما تنقل القناة عن مصادر مطلعة قولها إن اجتماع الكابينت الأمني والسياسي الإسرائيلي يعقد مساء اليوم “في غرفة عمليات قيادة هيئة الأركان تحت الأرض بشكل استثنائي، خشية من تعرّض المقر الرئيسي للحكومة فوق الأرض للقصف في أثناء الاجتماع”.
تركيز بحري
من جهته، يقول موقع “والاه” العبري إن تل أبيب تعتقد أنّ “حزب الله” لن يستهدف بنى تحتية بحرية، مثل منصات التنقيب عن النفط والغاز كما هدد مراراً، “بسبب خوفه من ردّ إسرائيلي مدمر يلحق الضرر بالبنى التحتية في لبنان، لكنه قد يحاول مهاجمة سفينة إسرائيلية، على غرار الهجوم على سفينة الصواريخ ’أحي حانيت‘ خلال حرب عام 2006، أو قد يستهدف القواعد البحرية”.
وتابع الموقع أن اغتيال شكر، أحد أهم القياديين العسكريين في “حزب الله” أثّر على الخطط الاستراتيجية التي كان الحزب يعدها في حال توسعت الحرب على الحدود الجنوبية، وكانت تشمل هجمات على الداخل الإسرائيلي.
ونسب الموقع إلى مصادر إسرائيلية قولها إنّ شكر جعل تطوير قوة الحزب البحرية أولوية في استعداداته للحرب.
ترغيب وترهيب
في السياق نفسه، وفي إطار التقييم الأميركي لتطورات الوضع في شرق المتوسط، توجهت 12 طائرة شبح من طراز “إف-22 رابتور” إلى الشرق الأوسط، ترافقها 3 طائرات مخصصة للتزود بالوقود من الجو، تزامناً مع نقل موقع “أكسيوس” الأميركي تأكيد مسؤولين في الإدارة الأميركية نية واشنطن مساندة إسرائيل عسكرياً، إن تعرضت لهجمات منسقة على أكثر من جبهة.
ونسب الموقع نفسه إلى مصدرين أميركيين وآخر إسرائيل قولهم إن الرسائل المتعددة التي وجهتها واشنطن إلى طهران، منها بالقنوات الديبلوماسية غير المباشرة ومنها بالتهديد المباشر، قللت “إلى حد ما” من زخم الاندفاعة الإيرانية إلى الانتقام من إسرائيل بعد اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” في طهران.