دمشق
كشف مصدر ديبلوماسي سوري لموقع “963+” إن وفداً أمنياً قطرياً التقى وفداً سورياً في طهران بعد اغتيال إسماعيل هنية رغم انشغال طهران بكيفية الرد على إسرائيل، “وكانت أجواء اللقاء إيجابية”، على حدّ تعبّيره.
وذكر المصدر أن الوفد السوري ضمّ سفير سوريا في طهران شفيق ديوب، ومسؤولين أمنيين سوريين، فيما ضم الوفد القطري سفير دولة قطر في إيران محمد بن حمد الهاجري، إضافة إلى 3 مسؤولين أمنيين قطريين.
وجرى اللقاء برعاية علي فدوي، القيادي في الحرس الثوري الإيراني، الذي افتتح الاجتماع بكلمة طلب فيها من الجانبين السوري والقطري “نبذ الخلافات وتوحيد الجهود لأن المنطقة تقف أمام تحول استراتيجي كبير”، كما يقول المصدر.
ماذا حصل؟
وسرّب المصدر الديبلوماسي أن الاجتماع بين الجانبين السوري والقطري بدأ بالحديث عن لـ “التوافق على رؤية مستقبل المنطقة”، خصوصاً بعد مقتل هنية، كما ناقشا الجانبان “مدى قبول دمشق” تعيين خالد مشعل رئيساً لـ “حماس”، لكن الوفد السوري رفض ذلك، ما أدى لاختيار يحيى السنوار كحلٍ توافقي بين الوفدين لاسيما وأنه يتمتع بعلاقاتٍ جيدة مع طهران ودمشق في آنٍ واحد.
كما رجح المصدر أن يكون اختيار السنوار لقيادة “حماس” أحد مخرجات هذا الاجتماع الذي وصف بالتشاوري، خصوصاً بعدما سعت إيران بكل جهدها لإنجاحه. وأضاف المصدر أن السنوار الذي يتمتع بعلاقات قوية مع الحكومة السورية، أرسل رسالة إلى الدوحة مفادها أن “المرحلة المقبلة تحتاج إلى تقاربٍ مع دمشق تجنباً لأي خلافاتٍ بين الدوحة وحماس”.
إلى اللقاء!
وانتهى الاجتماع بطلب الوفد القطري تحديد موعدٍ للقاءٍ جديد في مدة أقصاها 15 يوماً للتباحث في إمكانية إعادة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين.
وختم المصدر أن “الأجواء إيجابية لأن أساس الخلاف السوري – القطري متعلق بشأن سوري داخلي بحت، أما الرؤية بالنسبة إلى الملفات الإقليمية، فهي مشتركة إلى حدٍّ كبير”.
ويتزامن هذا الاجتماع مع المساعي العراقية لتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، إذ تعد تركيا حليفاً وثيقاً لقطر. ويقول المصدر الديبلوماسي إن “الدوحة شعرت بأن التقارب السوري – التركي سيتركها وحيدة في الميدان المعادي للحكومة السورية، وهي لا ترغب في ذلك”.
يشار إلى أن قطر سحبت سفيرها في دمشق زايد الخيارين في 18 تموز/ يوليو 2011، وجمّدت أعمال سفارتها “إلى موعد لم يحدد”، وذلك عقب اندلاع احتجاجاتٍ شعبية اندلعت في سوريا في منتصف آذار/مارس من العام نفسه وطالبت بإسقاط حكم الرئيس بشار الأسد.