بيروت
قبل دقائق من ابتداء حسن نصر الله، أمين عام “حزب الله” اللبناني كلمته في تأبين القيادي في الحزب فؤاد شكر، الذي اغتالته إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت بثلاثة صواريخ، خرق سلاح الجو الإسرائيلي جدار الصوت 3 مرات متتالية، محدثاً سلسلة من الانفجارات الوهمية أعنف مما سمع في عام 2006، أربكت بيروت وأهلها.
وكانت تقارير إخبارية نقلت عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قوله، في محادثة مع الطيارين المقاتلين وأفراد الطاقم الجوي والأرضي في إسرائيل: “في كل يوم يمر، نقوم بتحسين استعدادنا الدفاعي ونعزز قدراتنا الهجومية”.
وتأتي هذه الغارات الوهمية في أجواء بيروت وضواحيها في سياق حرب نفسية تشنها إسرائيل على المواطنين اللبنانيين، وتصب في خانة التهويل، تماماً كما تصب التهديدات الدائمة بتدمير لبنان، وإعادته إلى العصر الحجري… وهذا تهديد أطلقه غالانت نفسه، في أثناء جولة له على مواقع جيشه مقابل الخط الأزرق، الفاصل بين لبنان وإسرائيل.
وتابع: “لن نتردد في استخدام كل قوتنا لضرب كل شبر من لبنان إذا اضطرنا لذلك”، مذكراً بما جرى في حرب تموز (يوليو) 2006، حين خطف “حزب الله” جنديين إسرائيليين بعدما اخترق مسلحوه الخط الأزرق، فورّط لبنان في حرب شعواء، شنتها عليه إسرائيل، فاستهدفت كل البنى التحتية فيه خلال 33 يوماً، شقط فيها أكثر من 1800 قتيل لبناني، دفعوا حياتهم ثمناً لما سماه نصر الله حينها “انتصاراً إلهياً”.
وحين بدأ نصر الله خطابه التأبيني – السياسي – الميداني، علّق على قيام الطائرات الحربية الإسرائيليّة بخرق جدار الصوت عدّة مرّات فوق بيروت والضاحية الجنوبية ومناطق لبنانيّة أخرى، وقال: “قد يلجأ ’العدو‘ أثناء الكلمة إلى خرق جدار الصّوت من أجل استفزاز الاحتفال أو إخافة الموجودين، وهذا يدل على أنَّ ’عقلاتو كتير صارو صغار‘”.
وأضاف في سياق كلمته إن على سكان منطقة حيفا أن يستعدوا لأي سيناريو، مهدداً بتصعيد المواجهات على ضفتي الخط الأزرق، ومؤكداً أن مسيراته وصلت اليوم إلى مدينة عكا.
واعترف نصرالله بحجم خسارة “حزب الله” بمقتل شكر، “لكن هذا لا يهزنا على الاطلاق والدليل استمرار العمليات”، كما قال.
وفي أول تعليق إسرائيلي على خطاب نصرالله، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموثريتش قوله: “على إسرائيل ألا ترد على نصر الله بل أن تغتاله وتنتهي من المسألة برمتها، تماماً كما اغتلنا محمد ضيف وفؤاد شكر وإسماعيل هنية”.