بغداد
توصلت قيادة العمليات المشتركة بالعراق اليوم الثلاثاء، إلى معلومات عن مطلقي الصواريخ على قاعدة عين الأسد التي تتواجد قوات دولية وأميركية غربي البلاد، وفق بيان أوردته وكالة الأنباء العراقية (واع).
وأمس الاثنين، اُصيب 5 جنود أميركيين بهجوم على قاعدة عين الأسد، فيما تبنى الهجوم فصيل جديد يدعى “الثوريون”، وذكر في بيان عبر “تلغرام” أن الهجمات ستكون بـ”إمكانيات متطورة ومتواصلة حتى خروج آخر جندي أميركي من أرض عراقنا الحبيب”.
وذكرت القيادة المشتركة أن السلطات العراقية تلاحق المتهمين بإطلاق الصواريخ على القاعدة الجوية لتقديمهم إلى العدالة وذلك بعد أن ضبطت عجلة بداخلها 8 صواريخ من أصل 10 كانت معدة للإطلاق.
وقالت قيادة العمليات المشتركة إنه “بالوقت الذي نؤكد تمسكنا بسيادة العراق واستقلاله، ونرفض رفضاً قاطعاً أي اعتداء من داخل العراق أو خارجه على الأراضي والمصالح والاهداف العراقية، ومن أية جهة تنفذ هذا الاعتداء أو الخرق أو تساعد عليه بطريقة وأخرى، فإننا نرفض كل الاعمال والممارسات المتهوّرة التي تستهدف القواعد العراقية، والبعثات الدبلوماسية، وأماكن تواجد مستشاري التحالف الدولي، وكل ما من شأنه رفع التوتر في المنطقة، أو جرّ العراق إلى أوضاع وتداعيات خطيرة، أو الإضرار بمصالح الدولة المختلفة”.
وشدد البيان على أنه “ستجري محاسبة المقصّرين المسؤولين … من القادة والآمرين والضباط”.
وقال البيت الأبيض إن فريق الأمن القومي أطلع الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كاملا هاريس أمس الاثنين، على المستجدات في الشرق الأوسط، بما في ذلك التهديدات التي تشكلها إيران وحلفاؤها للقوات الأميركية.
وتتصاعد المخاوف من توسع الصراع في الشرق الأوسط، مع تهديد إيران و”حزب الله” اللبناني بشن هجوم على إسرائيل، بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، في طهران، ومقتل القائد العسكري البارز في حزب الله، فؤاد شكر، بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت قبل أيام.
وعادت الهجمات على القواعد الأميركية في سوريا والعراق منذ تموز/يوليو الماضي بعد انقطاع دام خمسة أشهر، لكنها ليست منتظمة كما الحال في الفترة بين تشرين الثاني/نوفمبر 2023، وشباط/فبراير الماضي.
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، بدأت فصائل “المقاومة الإسلامية في العراق” بقصف قواعد عسكرية أميركية بسوريا والعراق.
وأعقب الاستهداف الأحدث لقاعدة “عين الأسد” الجوية، تحليل موجز نشره مركز “واشنطن لدراسة سياسات الشرق الأدنى”، أعده الباحثات المتخصصات في شؤون إيران، والأمن في العراق، مايكل نايتس، وكريسبين سميث، اعتبر أن الشكل الحالي للهجمات “يعكس انقساماً في المقاومة”.
وجاء في التحليل “لم تصل هذه الهجمات إلى العدد الكافي لتشكيل نمط حقيقي، ولكنها ربما تعكس انقساماً عميقاً داخل المقاومة حول ما إذا كان ينبغي تجديد الهجمات ضد الولايات المتحدة وما إذا كان ينبغي ضرب مواقع التحالف أثناء الرد على إسرائيل”.
وأشار التحليل إلى احتمالية وجود عناصر بين “المقاومة في العراق” وخاصة داخل “كتائب حزب الله” العراقي، يشعرون بالإحباط لعدم قدرتهم على إلحاق ضرر ملموس بإسرائيل وعدم قدرتهم على مهاجمة القواعد الأميركية منذ الانتقام الأميركي.
وكانت الضربات الأولى في يوليو 2024 على قاعدتي “عين الأسد” في العراق، و”حقل كونيكو” في سوريا مؤخراً، تشبه نمط الاستهداف الذي جرى بعد عودة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني من الولايات المتحدة في نيسان/أبريل 2024، عندما شنت جماعات مدعومة من إيران هجوماً واحداً على قاعدة “عين الأسد” وآخر في سوريا.
وتخوض الحكومة العراقية ورئيس الوزراء العراقي، محادثات مع الحكومة الأميركية لبحث إنهاء مهمة التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” المتطرف في العراق، رداً على هجمات تطال فصائل موالية لإيران.