بيروت
بعد قرابة 24 ساعة من غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت، عثرت فرق الإنقاذ تحت الأنقاض على جثة القيادي في “حزب الله” فؤاد شكر، الملقب بـ”الحاج محسن”، الذي تعرض للقصف بـ 3 صواريخ، أطلقتها مقاتلات إسرائيلية.
وكان “حزب الله” قد التزم الصمت منذ لحظة الغارة، وحتى منتصف نهار اليوم، قبل أن يعترف بأن شكر كان موجوداً في المبنى، بعدما تولت مصادر مقربة منه نفي “نجاح إسرائيل في اغتيال الحاج محسن”، الذي يعد القيادي الأول في الهرمية العسكرية في “حزب الله”، ورئيس غرفة العمليات العسكرية فيه، على الرغم من التأكيد الإسرائيلي أن معلوماتها الاستخبارية تجزم بنجاح الاغتيال.
شخصية إيرانية
وشكر يقطن في الطبقة السابعة في المبنى، المؤلف من 8 طبقات، بحسب مصادر حزب الله. وأفادت التقارير بأن شخصية إيرانية كانت برفقة شكر، ولقيت مصرعها معه في الغارة، والبحث جار عن أشلائه للتعرف عليها، ونقلها إلى طهران، من دون الإفصاح عن هويتها حتى الساعة.
وشكر من مواليد بلدة النبي شيت في بعلبك في عام 1962، مستشار الشؤون العسكرية لأمين عام “حزب الله” حسن نصر الله، عضو في المجلس الجهادي أعلى هيئة عسكرية في الحزب. كان مقرباً من عماد مغنية، القيادي في “حزب الله” الذي اغتالته إسرائيل في كفرسوسة بضواحي دمشف، في 12 شباط/فبراير 2008. وأدى دوراً محورياً في تفجير ثكنات جنود مشاة البحرية الأميركية ببيروت في 23 تشرين الأول/أكتوبر 1983. وفي 10 أيلول/سبتمبر 2019، صنَّفت الخارجية الأميركية شكر “إرهابياً عالمياً”، بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، بعدما صنفته الخزانة الأميركية في 21 تموز/يوليو 2015 إرهابياً ومطلوباً للعدالة بسبب عمله لصالح “حزب الله”. واتهمته إسرائيل أخيراً بأنه المسؤول عن الصاروخ الذي أودى بحياة 12 طفلاً في مجدل شمس بالجولان.
ضربة قوية
تعد هذه الغارة، بكل المقاييس، ضربة قوية لقدرات “حزب الله” العسكرية البشرية، لذا أعلن “حزب الله” أن أمينه العام حسن نصر الله سيوجه كلمة متلفزة غداً الخميس، ليتحدث عن مآلات المواجهة في الجنوب، في ضوء اغتيال شكر ورئيس “حماس” إسماعيل هنية في طهران.
ويمكن إدراج شكر في قائمة طويلة من قياديي “حزب الله” الذين استهدفتهم إسرائيل منذ بداية الحرب في 8 تشرين الأول/أكتوبر، أبرزهم محمد ناصر الذي كان مسؤولاً عن قسم العمليات على الجبهة الجنوبية، وقتل في 3 تموز/يوليو الجاري، وطالب عبد الله الذي كان قائد المنطقة المركزية للحدود الجنوبية في “حزب الله”، وقتل في 12 تموز/يوليو، ووسام الطويل القيادي في قوة “الرضوان” التابعة للحزب، وقُتل مع عضو آخر في 8 كانون الثاني/يناير 2024.