القاهرة
يتوقع باحث سياسي وأكاديمي مصري ألا تبقى إيران صامتة على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران، مشيراً إلى تنوّع خيارات الرد المتاحة أمام الجمهورية الإسلامية.
يقول الدكتور محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، لـ”963+” إن اغتيال هنية في طهران ينال من هيبة إيران أكثر كثيراً مما ينال من هيبة “حماس”، “لأن ذلك يهز الصورة الذهنية لإيران بعنف أمام داعميها ومناصريها، في الداخل والخارج”.
دلالات التوقيت
ويضيف: “لتوقيت عملية الاغتيال دلالات مهمة، في أول يوم لتولي الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان مقاليد الرئاسة، وهذا تطور يشير إلى رغبة إسرائيل في وضع العراقيل أمام انفتاح بزشكيان على الولايات المتحدة، وفي إبعاد الرجل الإصلاحي وفريقه عن البيت الأبيض، كلما كان ذلك ممكناً”.
وبحسب أبو النور، الرد الإيراني الجبري سيعقد مسيرة المفاوضات الإيرانية – الأميركية، “خصوصاً أن بزشكيان وضع تجميل صورة إيران العالمية أولوية في برنامجه الرئاسي، وسيعقّد بالتأكيد مفاوضات وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن في غزة”، مشيراً إلى أن للزمان والمكان أكبر الأثر في العملية الإسرائيلية، “ومن اتخذ قرار الاغتيال في تل أبيب يعرف أن إيران لن تتسامح مع هذا العمل، ولا يمكنها أن تكتمه في كبدها، فحماية الضيف أهم من حماية أصحاب البيت”.
اختراق أمني
ويلفت إلى أن طريقة الاغتيال بصاروخ موجه إلى جسد هنية وهو في غرفة نومه في الثانية فجراً بتوقيت طهران يشير إلى اختراق أمني يصل إلى أعمق الأعماق في طهران، متوقعاً أن تبادر طهران إلى فتح تحقيق على أعلى المستويات للعثور على الثغرات الاستخبارية في مؤسسات الدولة، “وقد سبق أن أعدمت مسؤولاً في الحرس الثوري تهاون مع إدارة دونالد ترامب في اغتيال قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني”.
كيف سترد إيران؟ يرجح أبو النور أن يكون الرد مباشراً، تزامناً مع عمليات تنفذها أذرع إيران في المنطقة، “وقد تلجأ إيران أيضاً إلى سلسلة من الإجراءات بما فيها احتجاز السفن في مضيق هرمز، أو اغتيال شخصيات بارزة في تل أبيب، أو شخصيات إسرائيلية رفيعة المستوى في العالم”، على أن تكون عمليات انتقامية غير مسبوقة، “ويستشف هذا بوضوح من التصريحات الإيرانية”، كما يقول، مضيفاً: “نقف أمام حدث ضخم لا علاقة لنظرية المؤامرة به، وعلينا أن نتعامل مع هذا الحدث بذكاء وألا ننجر إلى ترديد كلام اللجان الإلكترونية الصهيونية، وأن ننتظر لنعرف نتيجة التحقيق الذي أعلن الحرس الثوري الإيراني الآن أنه يعمل عليه”.
بعد ساعات قليلة
وكانت “حماس” قد أعلنت اليوم الأربعاء عن مقتل رئيس مكتبها السياسي مع أحد حراسه الشخصيين في غارة إسرائيلية في طهران.
وقالت “حماس” في بيان إن هنية قضى “إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد”.
وجاء في بيان صادر عن الحرس الثوري الإيراني أن مقر إقامة هنية تعرض للقصف في طهران.
وأتى اغتيال هنية بعد أقل من 10 ساعات على اغتيال إسرائيل فؤاد شكر، المعروف بـ “الحاج محسن”، في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، وهو الرجل الثاني في “حزب الله”، والمسؤول عن غرفة العمليات العسكرية في الحزب.