بيروت
قالت القناة “13” الإسرائيلية إن ردّ “حزب الله” سيتقرر بحسب تأكيد مقتل القيادي فيه محسن فؤاد شكر، وأعلنت أن بوارج تابعة للجيش الأميركي تتجه نحو الساحل اللبناني، بعدما نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤولين أميركيين قولهم إن رسالة أرسلت إلى “حزب الله” تحذره من أن أي رد يصعّد الوضع الميداني سيدفع بالقوات الأميركية إلى التدخل مباشرة لمساعدة إسرائيل، ما ينذر بتوسع إقليمي ودولي للصراع.
ولا يعرف الإسرائيليون بعد إن كان ردّ “حزب الله” سيطال مناطق مدنية أم سيقتصر على أهداف عسكرية، فيما تتضارب الأنباء عن مصير شكر، الذي استهدفته مسيرة إسرائيلية بـ 3 صواريخ في محيط شورى “حزب الله” في حارة حريك بالضاحية الجنوبية.
والجدير بالذكر أن لمنطقة حارة حريك خصوصية مهمة بالنسبة إلى “حزب الله”، لأنها تعد “المربع الأمني” الذي يركز فيه الحزب مؤسساته، في قلب الضاحية الجنوبية، التي توصف بأنها عاصمة “حزب الله”.
حيّ يرزق
وهذه ليست أول مرة تقصف فيها إسرائيل مناطق في قلب الضاحية الجنوبية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، فقد اغتالت مسيرة إسيرائيلية القيادي في “حماس” صالح العاروري في 2 كانون الثاني/يناير 2024 بالطريقة نفسها.
مصادر الحزب تنفي حتى الساعة أن تكون الغارة الأميركية قد حققت أهدافها، ونقلت “سبوتنيك” الروسية مصدر مسؤول في الحزب قوله إن شكر “حي يُرزق”، إلا أن موقع “أكسيوس” الأميركي نقل عن مسؤولين إسرائيليين قولهم: “هناك مؤشرات متزايدة تفيد بمقتل شكر في الغارة على ضاحية بيروت الجنوبية”.
وكانت مصادر قناة “العربية” قد أكدت مقتل شكر، الذي وصفته بـأنه “أكبر مسؤول عسكري في حزب الله”. وأفادت مراسلة “العربية” في بيروت بأن الحزب ضرب طوقاً أمنياً حول مستشفى الرسول الأعظم في الضاحية الجنوبية، حيث يوجد جثمان شكر.
ملاجئ وتشويش
وفيما أعلن الجيش الإسرائيلي عن الاستنفار العام، براً وبحراً وجواً، تحسباً لأي رد من “حزب الله”، فتحت الملاجئ في وسط إسرائيل، خصوصاً أن القيادة الإسرائيلية تتوقع أن يصل الرد على الغارة إلى حيفا.
وقالت وسائل إعلام عبرية إن الجيش الاسرائيلي فعّل تشويشاً عالياً على منظومة “جي بي أس” في كافة أنحاء البلاد، لدرجة توقف عدد كبير من التطبيقات عن العمل.
ونقلت صحيفة “وال ستريت جورنال” الأميركية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الجيش الإسرائيلي سيرد بعنف غير مسبوق على أي عمليات انتقامية ينفذها الحزب، رداً على الغارة التي استهدفت أحد قيادييه اليوم الثلاثاء.
مصنف إرهابياً
وكانت مسيرة إسرائيلية قد أغارت في الساعة 7 و50 دقيقة من مساء اليوم الثلاثاء على مبنى سكني في محيط مجلس شورى “حزب الله” بمنطقة حارة حريك، في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، المعقل الرئيسي للحزب، مستهدفة القيادي في “حزب الله” محسن فؤاد شكر.
وشكر عضو في المجلس الجهادي، أعلى هيئة عسكرية في “حزب الله”، كان مقرباً من القيادي عماد مغنية الذي اغتالته إسرائيل في كفرسوسة بضواحي دمشف، في 12 شباط/فبراير 2008.
وأدى شكر دوراً محورياً في تفجير ثكنات جنود مشاة البحرية الأميركية ببيروت في 23 تشرين الأول/أكتوبر 1983.
وتصنفه الولايات المتحدة إرهابياً عالمياً، فيما تتهمه إسرائيل بأنه مسؤول عن الصازوخ الذي قتل 12 طفلاً في مجدل شمس في هضبة الجولان.