بيروت
في تمام الساعة 7 و50 دقيقة من مساء اليوم الثلاثاء، نفذت إسرائيل وعيدها بالرد على إطلاق الصاروخ على مجدل شمس في الجولان، فأطلقت طائرة مسيرة ثلاث صواريخ مستهدفة مبنى سكنياً في محيط مجلس شورى “حزب الله” اللبناني بمنطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
هل نجا؟
بعد دقائق من الغارة، التي قال شهود عيان إن دوي الانفجارات كان قوياً، وسمع في أرجاء العاصمة والضواحي، قال مصدر أمني لبناني أن الغارة استهدفت قائداً كبيراً في “حزب الله”، من دون الكشف عن هويته، فيما قال المراسل الحربي لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن المستهدف في الغارة هو “الحاج محسن”، الرجل الثاني في “حزب الله”، المسؤول عن إطلاق الصاروخ على مجدل شمس، ومصرع 12 طفلاً في ملعب لكرة القدم.
وأكد موقع “أكسيوس” الأميركي هذا الخبر، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، وصفوا شكر بأنه مسؤول العمليات العسكرية في الحزب.
وأكد مصدران أمنيان لوكالة “رويترز” نجاة شكر، فيما قال مصدر مسؤول في “حزب الله” لـ “سبوتنيك” الروسية أن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت اغتيال شكر فشلت.
كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة قولها: “ليس لدينا تأكيد أن عملية الاغتيال نجحت”، إلا أن مصادر قناة “العربية” تؤكد مقتل شكر، الذي وصفته بـأنه “أكبر مسؤول عسكري في حزب الله”. وأفادت مراسلة “العربية” في بيروت بأن “حزب الله” ضرب طوقاً أمنياً حول مستشفى الرسول الأعظم في الضاحية الجنوبية، حيث يوجد جثمان شكر.
من هو؟
والحاج محسن هو محسن فؤاد شكر، من مواليد بلدة النبي شيت في بعلبك في عام 1962، تقول المنشورات الأمنية الأميركية إنه مستشار كبير في الشؤون العسكرية لأمين عام “حزب الله” حسن نصر الله، ويعمل في المجلس الجهادي، أعلى هيئة عسكرية في الحزب، وساعد مسلحي الحزب والفصائل المؤيدين لإيران في الحرب ضد فصائل المعارضة في سوريا.
وكان شكر أحد المقربين من عماد مغنية، القيادي في “حزب الله” الذي اغتالته إسرائيل في كفرسوسة بضواحي دمشف، في 12 شباط/فبراير 2008. وأدى شكر دوراً محورياً في تفجير ثكنات جنود مشاة البحرية الأميركية ببيروت في 23 تشرين الأول/أكتوبر 1983، وأسفر عن مصرع 241 عسكرياً أميركياً، وإصابة 128 آخرين.
في 10 أيلول/سبتمبر 2019، صنَّفت الخارجية الأميركية شكر “إرهابياً عالمياً”، بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، بعدما صنفته الخزانة الأميركية في 21 تموز/يوليو 2015 إرهابياً ومطلوباً للعدالة بسبب عمله لصالح “حزب الله”.
هل يرد؟
بعد انتهاء الغارة، أعلن الجيش الإسرائيلي حالة الاستنفار العام، فيما قال مسؤول إسرائيلي للقناة “12” أن اندلاع الحرب اليوم :مرهون بيد ’حزب الله‘ وطبيعة رده” على الغارة.
ويتوقع مسؤولون اسرائيليون رفيعو المستوى رداً كبيراً من “حزب الله”، إن كانت محاولة الاغتيال قد نجحت، والسؤال الرئيسي بحسب القناة “13” الإسرائيلية هو إذا كان سيشمل مناطق مدنية أم يقتصر على أهداف عسكرية، خصوصاً أن مدنيين قد سقطوا في الغارة.
وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم” إن المعلومات الاستخبارية تؤكد أن “حزب الله” سيرد على الهجوم في بيروت، وإن إسرائيل تستعد “للأسوأ”، وإن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب في الجو والبحر والبر، فيما أعلنت صحيفة “معاريف” العبرية فتح الملاجئ بوسط إسرائيل، تحسباً لرد “حزب الله”.