بروكسل
أعلنت إيطاليا اليوم الجمعة عن استئناف علاقاتها الديبلوماسية مع سوريا، إذ قال وزير خارجيتها أنتوني تاجاني إن بلاده قررت تعيين سفير لها في سوريا “لتسليط الضوء على ما يجري في هذا البلد”. وهكذا تصبح إيطاليا أول دولة في مجموعة الدول الصناعية السبع التي تستأنف عمل بعثتها الديبلوماسية في دمشق، بعد قطيعة استمرت 12 عاماً.
إقرار بواقع الحال
يصف هاني سليمان، الباحث في العلاقات الدولية، الخطوة الإيطالية بأنها إقرار بواقع الأمر في سوريا. ويقول لـ”963+”: “صحيح أن مسألة الانعزال عن الداخل السوري إجراء عقابي بحق الحكومة السورية، لكنها تؤدي في الوقت ذاته إلى تفويت الكثير من الفرص لحل الأزمات العالقة في الملف السوري”، متوقعاً أن تحذو دول أوروبية أخرى حذو إيطاليا، “من بوابة المصلحة الأوروبية”.
ويلفت إلى أن هذه الخطوة جاءت بعد قرارات مشابهة اتخذتها دول عربية عدة، مثل السعودية والإمارات والبحرين، “وبعد استعادة الحكومة السورية تمثيلها في جامعة الدول العربية”.
وكان تاجاني قد أبلغ وكالة “رويترز” بتعيين ستيفانو رافانيان، المبعوث الإيطالي الخاص إلى سوريا، سفيراً في دمشق على أن منصبه قريباً، “بما يتماشي مع الرسالة التي أرسلتها إيطاليا و7 دول أوروبية أخرى إلى الاتحاد الأوروبي بشأن الاهتمام بالوضع السوري من خلال إعادة العلاقات الديبلوماسية مع الحكومة السورية”.
ملفات ساخنة
وفي هذه المسألة، يقول سليمان لـ”963+” إن ما دفع بإيطاليا إلى أن تخطو هذه الخطوة هو ملف الهجرة غير الشرعية في الدرجة الأولى، “فإيطاليا هي إحدى أهم وجهات اللاجئين السوريين، والحكومة الإيطالية واثقة بأن الحل الفعلي لمعضلة اللجوء غير الشرعي يستدعي التواصل مع الحكومة السورية والتعاون معها”.
ويضيف سليمان أسباباً أخرى، مثل التوازنات السياسية والإقليمية والاقتصادية، “من منطلق أن إيطاليا تبحث عن مصلحتها أولاً”، مرجحاً عقد السفير الإيطالي الجديد مباحثات سياسية واقتصادية مع مسؤولين في الحكومة السورية بعد وصوله إلى دمشق.
وكانت إيطاليا قد استدعت موظفيها من سفارتها في دمشق في عام 2012، معلقة أنشطتها الدبلوماسية احتجاجاً على ما وصفته “عنفاً غير مقبول” في مواجهة الحكومة للاحتجاجات التي عمت سوريا في عام 2011.
وفي الوقت الراهن، هناك 6 سفارات لدول أعضاء في الاتحاد الأوروبي مفتوحة في دمشق، هي سفارات رومانيا، وبلغاريا، واليونان، وقبرص، وجمهورية التشيك، والمجر، في حين لم يُعِد أي من شركاء إيطاليا في مجموعة الدول الصناعية السبع (الولايات المتحدة، واليابان، وبريطانيا، وكندا، وفرنسا، وألمانيا) تعيين سفراء لهم في سوريا.