تشهد مدينة إدلب في شمال غربي سوريا موجة جديدة من التظاهرات الشعبية ضد زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، في خطوة تعكس تصاعد التوترات والرفض الشعبي للسيطرة الدينية والديكتاتورية على المنطقة.
ويأتي هذا الحراك في ظل تصاعد الدعوات لتغيير الوضع القائم والبحث عن مستقبل أفضل للمنطقة وسكانها.
ويعتبر طارق زياد وهبي، الباحث في العلاقات الدولية، في مقابلة مع موقع “963+”، أن “هذا الحراك الشعبي هو مؤشر صحي يعكس رغبة القاعدة الشعبية في التخلص من التدخلات القديمة التي كانت تُقسم المجتمع بين حركات دينية ومدنية، أو بين تيارات دينية وأخرى تسعى لإقصاء النظام القديم”.
وأكد وهبي أن الحراك الشعبي في إدلب وخارجها “يُظهر أن هناك قواعد شعبية كبيرة تستطيع أن تقود تياراً جديداً في شمال غربي سوريا”.
وأضاف: “برأيي سيستمر هذا الحراك لأنه يحظى بدعم من المجتمع الدولي الذي يرى في هذا الحراك وسيلة لإيصال رسالة إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مفادها أن هناك مطالب شعبية مهمة، أبرزها إسقاط الجولاني. وهذا المطلب يمكن تنفيذه، لأن المنطقة ليست تحت سيطرة النظام السوري، وهي متداخلة بعدة قوى خارجية”.
وأشار الباحث في العلاقات الدولية، إلى أن “فكرة إسقاط الجولاني ليست وهماً، وأن هناك من يسعى لإقامة مجتمع مسلم منفتح على الآخرين، بعيداً عن الفكر الضيق لـ(داعش) ونصرة الشام”.
وبيّن أن محافظة إدلب “تحت قبضة تركيا، والتي قد تتخلى عنها باتفاق مع الحكومة السورية، التي لا تبدو منفتحةً حالياً على هذا الطرح”.
وأضاف: “أخاف أن تصبح إدلب كأنطاكيا، وهذا خطير جداً ويعني انسلاخ رقعة جديدة من سوريا عن الوطن الأم”.
ورغم المخاوف من أن يسعى البعض في إدلب إلى الاستقلال أو الخروج عن الإطار السوري، أعرب وهبي عن ثقته في أن الشعب في إدلب “يعتقد بأهمية انضمامه إلى سوريا المستقبلية، دون النظام الحالي وفصائله”.
واختتم وهبي بالتأكيد على أن “المنطقة تسير نحو إرساء الأمن وبداية التفكير في كيفية عودة النازحين إلى مناطقهم، مما يشير إلى بداية فصل جديد في تاريخ شمال غربي سوريا”.
وتستمر التظاهرات في إدلب لتعبر عن رغبة شعبية في التغيير والتحرر من القيود القديمة. ومع استمرار الدعم الدولي، يبدو أن المنطقة على أعتاب تحول جديد قد يعيد رسم خريطة التحالفات والقوى في شمال غربي سوريا.